بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مقدّمة المؤلّف
ـ نهضة المهدي في ضوء فلسفة التاريخ ـ أحد العناوين المميّزة للشهيد مرتضى مطهّري رحمهالله ، وهو إلى جانب كتابه ـ المجتمع والتاريخ ـ يعدّ من الإضافات المهمّة في مجال فلسفة التاريخ.
في الكتاب الأوّل ـ نهضة المهدي ـ يقارن الشهيد بين طريقتين مختلفتين في تفسير تكامل التاريخ :
الطريقة الآلية ـ المادّية الديالكتيكية ـ ، و ـ الطريقة الإنسانية ـ.
ولا يخفى على القارئ اللبيب سرّ التركيز على المدرسة الماركسية ، وحصر المقارنة بين النظرية اليسارية والنظرية الإسلامية ، فالظروف التاريخية التي عاشها المجتمع الإيراني قبل الثورة وامتداد الفكر اليساري وانتشاره في أوساط واسعة من المثقّفين ، دعا لهذا التأكيد على نقد ـ النظرية الديالكتيكية ـ.
ولكن هذا السياق التاريخي أو الظرفي للدراسة لا ينقص ألبتة من قيمة الأفكار التي أوردها الشيخ الشهيد رحمهالله وتألّقها.
لقد طرح في هذا الكرّاس الأساس الذي يقوم عليه كلّ اتجاه ، والنتائج التي تترتّب عليه.
ويعتقد الشهيد أنّ جوهر الاختلاف بين هذين الاتجاهين يعود أساساً إلى اختلاف النظريتين في تفسير الإنسان وطبيعة المجتمع المثالي الذي تؤمن به كلّ من هاتين الرؤيتين وسبل الانتظار البنّاء التي تدعو إليها ـ النظرية المهدوية ـ.
باختصار حاول الشهيد مطهّري رحمهالله أن يعطي عبر هذه الدراسة ، مركزية فكرة ـ المهدي ـ ونهضته في نسيج التفسير الإسلامي ( الإنساني ) للتاريخ ، وكيف تمثّل هذه النظرية تجسيداً لأهداف الصالحين والمجاهدين على طريق الحقّ.
هذه نظرة عابرة لـ ـ نهضة المهدي في ضوء فلسفة التاريخ ـ ، أمّا ما نحاول استكشافه في هذه الدراسة ـ النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ ـ انعكاسات عقيدة المهدي ، والإيمان به ، وبرسالته في المستقبل البشري ، على فلسفة التاريخ من منظور إسلامي ، أي : فلسفة التاريخ في ضوء عقيدة المهدي.