التعجيل بمعناه الإيجابي مضموناً محدّداً ألا وهو : السعي الحثيث لتحقيق هذه الشروط.
ومن الطبيعي أن يستوجب ذلك تفعيل قدرات المؤمنين الفردية والجماعية في اتجاه تحقيق الأرضية اللازمة لظهور القائد وبناء المجتمع العالمي الجديد.
يمكن أن نتحدّث عن هذه العوامل على مستويين اثنين : المستوى الفردي والمستوى الجماعي حيث تفرض التحدّيات التاريخية جملة من المسؤوليات على مستوى الفرد وعلى مستوى الأُمّة.
على هذا الصعيد ينجز المؤمن جزءاً كبيراً من مسؤولياته في تفعيل إرهاصات الظهور والتقدّم نحوه بثبات عندما يوطن نفسه على الانضمام إلى أنصار المهدي والتضحية في سبيله ، ولا يتمّ ذلك إلا من خلال مقوّمات نفسية وفكرية وعبر جملة من السلوكيات والمواقف العملية ، فيجسّد روحية المنتظر الربّاني ، ويكون أقرب إلى الفرج.
لابدّ للمؤمن أن يمتلك وعياً عقائدياً تفصيلياً بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه حيث يؤمن به وبغيبته وبظهوره ودولته وإنجازاته ، ولا يزيده طول الغياب إلا يقيناً ، فلا تصيبه الحيرة والشكّ ، ولا ينفعل بالادعاءات المضادّة التي تحاول زعزعة إيمان الأُمّة بقائدها ومستقبلها فلا يسقط مع المتساقطين ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ والله ليغيبنّ سبتاً من الدهر ، وليخملنّ حتّى يقال : مات أو هلك بأي واد سلك ، ولتفيضنّ عليه أعين المؤمنين ، وليكفأنّ كتكافؤ السفينة في أمواج البحر حتّى لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب الإيمان في قلبه وأيّده بروح منه ـ (١).
وعن موسى بن جعفر عليهالسلام ـ لابدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتّى يرجع عن هذا الأمر من يقول به ، إنّما هي محنة يمتحن الله بها خلقه ـ (٢).
وعن الرضا عليهالسلام : ـ سيكون فتنة صمّاء صَيْلَم ، يذهب فيها كلّ وليجة وبطانة ( وفي
__________________
١ ـ النعماني ، الغيبة ، ص ١٥٣.
٢ ـ المصدر نفسه ، ص ١٥٤.