امتلأت الأرض من الجور اللهم ، ولا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته ، وانقطاع خبره عنّا ، ولا تنسنا ذكره وانتظاره ، والإيمان به ، وقوّة اليقين في ظهوره ، والدعاء له ، والصّلاة عليه حتّى لا يقنطنا طول غيبته من قيامه ، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك صلىاللهعليهوآله ، وما جاء به من وحيك وتنزيلك فقوّ قلوبنا على الإيمان به حتّى تسلك بنا على يديه منهاج الهدى والمحجّة العظمى والطريقة الوسطى ، وقوّنا على طاعته ، وثبّتنا على متابعته ، واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره والراضين بفعله ، ولا تسلبنا ذلك في حياتنا وعند وفاتنا حتّى تتوفّانا ونحن على ذلك لا شاكّين ولا ناكثين ولا مكذّبين ـ (١).
ندبت أدعية كثيرة لإعلان البيعة والولاء للإمام وتجديد ذلك باستمرار ، منها دعاء العهد الذي نقتطف منه المقطع التالي : ـ اللهم إنّي أجدّد له في صبيحة يومي هذا وما عشت فيه من أيام حياتي عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي ، لا أحول عنها ولا أزول أبداً ، اللهمّ اجعلني من أنصاره ، وأعوانه ، والذّابّين عنه ، والمسارعين إليه في قضاء حوائجه ، والممتثلين لأوامره ، والمحامين عنه ، والسابقين التابعين إلى إرادته ، والمستشهدين بين يديه ـ (٢).
وفي دعاء آخر : ـ اللّهمّ إنّي أجدّد له في هذا اليوم ، وفي كلّ يوم عهدا وعقدا وبيعة في رقبتي ، اللهمّ كما شرّفتني بهذا التشريف ، وفضّلتني بهذه الفضيلة ، وخصصتني بهذه النعمة ، فصلّ على مولاي ، وسيّدي صاحب الزمان ، واجعلني من أنصاره ، وأشياعه ، والذّابّين عنه ، واجعلني من المستشهدين بين يديه ـ (٣).
ولا تنحصر فوائد هذه الأدعية والتوسّلات في الجانب النفسي والشعوري للمؤمنين ، والرقي بهم إلى مراتب أعلى من الإيمان واليقين والارتباط بالمهدي ، والانصهار في مشروعه والاستعداد للتضحية والاستشهاد بين يديه؛ وإنّما لها آثار واقعية في حركة الأحداث وصيرورة التحوّلات؛ لأنّ للدعاء نوع ارتباط بعوالم التقدير الإلهي كما بيّن في
__________________
١ ـ المصدر نفسه ، ص ١٠٢.
٢ ـ المصدر نفسه ، ص ٦١٥.
٣ ـ المصدر نفسه ، ص ٦١٤.