محلّه في بحوث العقائد في مبحث : القضاء والقدر ، ومسألة البداء ، ودور الدعاء في تغيير المصير ، ـ فالدعاء سلاح المؤمن ـ و ـ الدعاء يردّ القضاء ولو أبرم إبراماً ـ فالدعاء يدخل في الأسباب المؤثّرة في حركة الكون ومسار التاريخ ، فالمؤمنون قادرون على تسريع الفرج وتعجيل قدوم المهدي بالدعاء الإيجابي المشفوع بالعمل وأداء التكاليف.
الشخصية السوية هي التي يتلاءم سلوكها ومواقفها العملية مع محتواها الداخلي المتمثّل في الأفكار والعواطف ، فمن تكون سيرته الحياتية في خطّ أفكاره ومشاعره يعكس حالة توازن في الشخصية بمنأى عن الازدواجية ، وأمّا من تكون أفكاره في واد وتصرّفاته في واد آخر بإيحاء من رغبات مكبوتة أو هوس مادي أو شهواني فهذا يجسّد حالة فصام ونموذجاً لشخصية مرضية.
والمؤمن المهدوي بامتلاكه ذلك العمق العقائدي بالإمام والرسالة وتوافره على ذلك المخزون العاطفي ، لابدّ أن يؤثّر هذا المضمون على مواقفه اليومية وتفاصيل حياته فلابدّ له من مراقبة سلوكه ليجعله منسجماً مع فكره وإرادته ويحقّق أعلى درجات التقوى والورع ، وهو أمر مطلوب على خطّ تعجيل الفرج ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر ، وليعمل بالورع ، ومحاسن الأخلاق ، وهو منتظر ، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه ، فجدوا وانتظروا هنيئاً لكم أيّتها العصابة المرحومة ـ (١).
ولا معنى لمؤمن يدّعي ارتباطه بالمهدي الذي يطبّق الإسلام تطبيقا عالمياً شاملاً وهو ينأى بنفسه عن هذا التطبيق كيف يكون مثل هذا الشخص تحت قيادة المهدي الذي يقيم شرعة الإسلام ونظامه عالمياً وهو لا يلتزم به على المستوى الشخصي؟ كيف يدّعي الانخراط في مشروع أسلمة العالم وهو لم يحقّق أسلمة ذاته أو محيطه؟
وقد حرص أئمة أهل البيت عليهمالسلام أن يكرسوا هذا الفهم للتشيّع ورسالة أهل البيت
__________________
١ ـ النعماني ، الغيبة ، ص ١٣٤.