الفصل الأول
فلسفة التاريخ : المفهوم والأبعاد
يقود التأمّل في الخطّة المعروضة في المقدّمة أنّها تستهدف التمهيد لدراسة الإشكالية الأساسية ببحثين :
البحث الأوّل : ما عنونّاه في الفصل الأوّل : تعريف مفهوم فلسفة التاريخ.
البحث الثاني : تقريب مفهوم المخلّص في الدين ، والتاريخ ، والفكر عموماً ، في التراث الإنساني.
ولمح القارئ أنّ هذين الفصلين يمهِّدان لدراسة القضية المركزية المحورية في الفصول الأخرى ـ فلسفة التاريخ في ضوء عقيدة المهدي ـ.
فلا يمكن معالجة الإشكالية إلا بعد الإحاطة بحديّها.
فما هي فلسفة التاريخ؟ وما هي عقيدة المخلّص أو المهدي؟
في هذا الفصل نعالج السؤال الأوّل.
التاريخ : لغةً : ـ تعريف الوقت ، والتوريخ مثله ، أرّخ الكتاب بيوم كذا ... ، وقيل إنّ التاريخ الذي يؤرِّخه الناس ليس بعربي محض ، وأنّ المسلمين أخذوه عن أهل الكتاب ـ (١).
وإذا دقَّقنا في الجذور اللغوية لكلمة التاريخ : ـ الأرْخُ : ومعناه ولد البقرة الصغير ، لذا قيل إنّ التاريخ مأخوذ منه كأنّه شيء حدث كما يحدث الولد ، وقيل التاريخ مأخوذ منه لأنّه حديث ـ (٢).
ـ أَرَخّ إلى مكان أُرُوخاً : حنّ ، وأرخ الكتاب وغبره بكذا : بيّن وقته.
أرّخ الكتاب : حدّد تاريخه ، وأرّخ الحادث ونحوه : فصّل تاريخه وحدّد وقته ـ (٣).
__________________
١ ـ ابن منظور ، لسان العرب ، ط ١ ، مج ١ ، ص ١١٣.
٢ ـ المصدر نفسه.
٣ ـ المعجم الوسيط ، مادة : أرخ.