وجود نصّ على شخص من سينوب عن الإمام عليهالسلام حال غيبته ، إلا أنّ خصائص الحاكم الشرعي لا يزال يعتبر توافرها في أي شخص مؤهّلاً إيّاه للحكم في الناس ، وهذه الخصائص التي هي عبارة عن العلم بالقانون والعدالة ، موجودة في معظم فقهائنا في هذا العصر ـ (١).
وبقطع النظر عن الجدل الواقع بين العلماء حول حدود هذه الولاية للفقهاء العدول على الناس ، هل هي مطلقة أم محدودة؟ وهل هي ثابتة بالعنوان الأولي أم بالعنوان الثانوي ومقيدة بحالات الضرورة؟ فهناك قدر متيقن لهذه الولاية : المرجعية الفتوائية القانونية ، وإدارة بعض الشؤون الاجتماعية ( الأمور الحسبية ) ، والأهمّ من ذلك أنّ هذا الخلاف النظري بين الفقهاء أنفسهم لا يلغي ما قادت إليه التجربة الحياتية للناس والأُمّة ، فما نراه اليوم في مختلف الساحات الإسلامية هو التفاف الجماهير حول المرجعية والإيمان بدورها القيادي في كلّ المجالات حتّى تلك المرجعيات التي لا تؤمن فتوائياً ونظرياً بالولاية المطلقة للفقيه كما نعتقد ونرجّح ، وهذا أمر عجيب حقّاً! ولكنّه يثبت واقعية نظرية الولاية المطلقة
ظهور الإمام لم تحدّده الروايات بزمن معيّن وإن علّقته على علامات مبيّنة وقع أغلبها ، ولكن الروايات نهت عن التوقيت : عن الإمام جعفر بن محمّد عليهالسلام : ـ أبى الله إلا أن يخلف وقت الموقِّتين ـ (٢) ، وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قلت له : ـ جعلت فداك متى خروج القائم؟ فقال : يا أبا محمّد إنّا أهل بيت لا نوقّت ـ (٣). وأكّدت الروايات بالمقابل أنّ الأمر يأتي بغتة : ـ إنّ أمرنا بغتة فجأة ـ ، ومما روي : ـ فعند ذلك توقّعوا هذا الأمر صباحاً ومساء ـ (٤).
وعلى أساس ذلك ينبغي على المؤمن أن يكون على أهبّة الاستعداد ، يعيش أعلى درجات الاستنفار للانضمام إلى جيش الإمام والجهاد تحت لوائه ، بل هو يرى الأمر وشيكاً
__________________
١ ـ الإمام الخميني ، الحكومة الإسلامية ، ص ٧١.
٢ ـ النعماني ، الغيبة ، ص ٢٨٩.
٣ ـ المصدر نفسه.
٤ ـ محمّد باقر المجلسي ، بحار الأنوار ، ج ٤ ، ص ٢٠٤.