الخاصّة ، فاكتملت النظرية ، واكتشفنا المسار التاريخي في صورته الكاملة ، واتضحت بتفاصيل جديدة معالم المستقبل البشري وغاية التاريخ ومنتهاه.
كما عالجنا في هذا الفصل ما يمكن أن يثار حول محرّكات التاريخ والتشكيك في دور الأُمّة في ظل الإيمان بفكرة الإمام القائد المخلّص.
كذلك دفعنا ما قد يثار حول مقولة سنن التاريخ ، وعلاقة السنن والقوانين بفكرة الإمام ودوره المركزي في بناء المجتمع العالمي العادل.
ولم نغفل عن مبدأ التزامن بين التكامل التكويني والتكامل التشريعي كأصل من أصول الوعي التاريخي من منظور مهدوي.
بعد استكمال بناء أصول النظرية كان لابدّ من بحث مقولات مركزية في النظرية المهدوية.
وهذه المقولات هي ـ غيبة الإمام ـ التي أضحت عنوان عصر بكامله عصر الغيبة الكبرى والممتدّ إلى يومنا الحاضر ، فكان الفصل الخامس و ـ فلسفة الغيبة ـ.
والمقولة الثانية : الانتظار عنوان المسؤولية العامة في هذا العصر ، فكان الفصل السادس وما فيه من شرح وتوضيح لحقيقة الانتظار وأبعاده المختلفة.
والمقولة الثالثة : تعجيل الظهور : كهاجس من هواجس المؤمنين ، وكعنوان آخر للدور والرسالة في هذه المرحلة ، فكان الفصل السابع و ـ فلسفة الدور وتعجيل الظهور ـ لتعميق البحث في تفاصيل دور الفرد ورسالته ودور الأُمّة ورسالتها.
ختاماً نذكر القارئ العزيز أنّ قيمة ما يكتشفه وما يتبنّاه في هذه الدراسة تتجلّى فيما تمنحه إيّاه من إضاءات وبصائر في فهم التاريخ في مساره ومصيره ( في أين؟ وإلى أين؟ ) وتحديد المرحلة وتشخيص الدور والرسالة.
كما نؤكّد أنّ الرؤية الاستراتيجية التي تقدّمها الدراسة لا تعفينا البتة من فهم الواقع المرحلي وتشريح ـ الآن ـ واللحظة التاريخية التي نعيشها ، وهنا لابدّ من الإشارة مرّة أخرى لحسّاسية وخطورة هذا ـ الآن ـ وهذه الفترة بالذات من تاريخ الأُمّة والعالم.
هذه الفترة التي تشكّل منعطفاً تاريخياً حاسماً ، وهذا ليس كلاماً شاعرياً نردّده على