وبين كونها مساراً أو مسلكاً تربوياً وأخلاقياً يؤدّي في النهاية إلى السعادة والرفاه.
ويصعب استقصاء كلّ الأديان ، وإنّما نستعرض بعضها محاولين الاستدلال على اطراد هذه الفكرة ، فكرة المخلّص في التراث الديني الإنساني.
آمن المصريون القدامى بتعدّد الآلهة ، فكانت ما يسمّى بـ ـ تاسوع ميلبوليس ـ حيث يؤمنون أنّ ـ أتوم ـ هو الإله الخالق الأوّل ، وهو الذي اتحد مع إله الشمس ـ رع ـ ، ويعتقدون أنّ ـ أتوم ـ خرج من عماء الماء الذي يسمّى نون ( المحيط الذي خرجت منه كلّ الكائنات ) ثمّ ظهر فوق تل ، وأنجب بغير زواج الإله ـ شو ـ الهواء ، والإله ـ نوت ـ الرطوبة.
وكان إله الهواء هو الذي زجّ بنفسه بين إله السماء ـ نوت ـ وزوجها إله الأرض ـ جب ـ Geb ، وأنجب هذا الزواج بين ـ جب ـ Geb و ـ نوت ـ Nut الأولاد : أوزوريس ، وإيزيس ، وست ، ونقتيس.
وتقول أساطيرهم : إنّ ـ ست ـ قتل أخاه ـ أوزوريس ـ ، فأرسل ـ رع ـ الابن الرابع ـ أوتس ـ ليدفنه ، ولذلك كان إله الدفن ، وأصبحت طريقة دفنه هي النموذج الذي يحتذي به المصريون ، ولأجل ذلك طغى على طقوسهم الدينية الطابع الجنائزي ، حيث يهتمّون أشدّ الاهتمام بالاحتفال بدفن الميت؛ لأنّهم يعتقدون أنّ خلاص الميت وسعادته في المستقبل يتوقّف على هذه الطقوس.
وكانوا يعتقدون أنّ كلّ إنسان بعد الموت سوف يواجه أمام ـ أوزوريس ـ والقضاة الاثنين والأربعين ( ميزان القلب ) ، ـ وهناك العديد من الرسوم والنصوص التي تعالج هذه الفكرة ويظهر كفي الميزان واحد فيها رمز الإله ( ماعت : ربة الحقيقة ) وفي الكفة الثانية قلب المتوفي ، فإذا استطاعت فضائله إحداث توازن مع كفة الحقيقة فسوف يصدر الحكم لصالحه بالسعادة الأبدية ، وإلا فهناك وحش يسمّى ( ملتهم الموتى ) يقف منتظراً