للنصرانية إلى أنّ عيسى سوف يرجع ليحكم العالم ويرفع عنه الظلم بعد أن يقضي على الظالمين (١).
يعدّ اليونانيون أكبر صانعي الأساطير ، وقد فرضوا معتقداتهم على تراث أوروبا القديم في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد (٢) ، ويُرجِع بعض المؤرِّخين هذه المعتقدات إلى ظروف الحرب والهجرة التي سادت.
ولكن ما يهمنا في المقام إيحاءات فكرة المخلّص في هذه الأدبيات الدينية ، ويمكن أن نرصد ملامح ذلك في مفردتين أساسيتين :
أوّلاً : الإله ـ زيوس ـ الذي يعتبر أعلى آلهة الإغريق ، حيث أدرك اليونانيون وجود إله محيط بكلّ شيء وبأنّ ـ زيوس جامع الغيوم وإله المطر والسحاب والبرق وإله الزواج والمكمل والمنقذ ـ (٣) ، ويصوِّر الشاعر اليوناني اسخيليوس ( ٥٢٥ ـ ٤٥٦ق.م ) في ثلاثيته المسرحية ـ الأورستيا ـ على أنّ ـ زيوس ـ هو المنقذ ، وإنّ ـ زيوس ـ هو محقّق الأمل (٤).
ثانياً : لقد أسقط اليونانيون على أبطالهم صفات الألوهية ، وبقدر ما عرف تاريخهم من أبطالهم بقدر ما اهتزّت صورة الآلهة القديمة ، ورأينا سابقاً كيف كان للإسكندر الأعظم تأثير على معتقدات المصريين ، وهو ماثل عند اليونانيين مع محاولة الإسكندر في جعل الألوهية الفكرة الأساسية للإمبراطورية فأصبحت سابقة لمن بعده ، فحاول ذلك بطليموس لكنّه فشل كما رأينا ، وعندما جاء ديمتريوس فاتح المدن الذي طرد بطليموس من أثينا وهزم الأسطول البطلمي ـ أنشدوا ترنيمة جميلة تعلن أنّ
__________________
١ ـ أحمد عمران ، قراءة في كتاب التشيع ، ص ٤٣.
٢ ـ كورتل آرثر ، قاموس أساطير العالم ، ترجمة : سهى الطريحي ، ص ١٢٧.
٣ ـ المصدر نفسه ، ص ١٦٢.
٤ ـ المصدر نفسه ، ص ٦٥.