بكاملها في ثلاث خطوات واستعاد الأرض وحرّرها من العفاريت (١).
ولفشنو تجسّدات أخرى كمخلّص في شكل خنزير برّي وراما وبوذا ، والتجلّي العاشر والأخير فهو تجسيد المستقبل ليكون الهبوط الأخير لفشنو ، وسيحدث نهاية العصر الحاضر ، وهو المخلّص الذي يجيء ليعاقب الأشرار ويجازي الأخيار ، وقد وُصِفَ في صور مختلفة على أنّه حصان أو إنسان برأس حصان أو إنسان يمتطي صهوة حصان أبيض في يده سيف ملتهب ، وسوف يحكم الأرض بالقسط والعدل ويستعيد العصر الذهبي (٢).
نتيجة للنظام الطبقي الذي كرّسته الهندوسية والامتيازات التي خصّت بها البراهمة ، واستبداد البراهمة وظهور تعسّفهم وطغيانهم أحياناً ، وضجّ الناس من استبداد البراهمة وجورهم ، وتَمنّوا ظهور قائد روحي جديد يخلّصهم من ظلم البراهمة وطغيانهم (٣) ، وكانت طائفة ـ الكشتريا ـ أكثر الطوائف سخطاً وتبرّماً ، وآمنت يوماً بعد آخر بضرورة الثورة ، وتحقّق بالفعل حلمهم على يد مصلحين كبيرين ، وديانتين جديدتين :
أوّلاً : مهاويرا مؤسّس الجينية أو الجانتية.
ثانياً : بوذا مؤسّس البوذية.
ولد ـ مهاويرا ـ ومعناه البطل العظيم سنة / ٥٩٩ / ق.م ، نشأ في وسط ثري ومالَ إلى الزهد والترهّب ، وفي سن ّالثلاثين خلع ملابسه الفاخرة وحلق رأسه وبدأ حياة الزهد والتبتّل ، ونتيجة الرياضات الروحية الشاقة والاستغراق في التفكير والتأمّل وصل إلى حالة من الذهول ، وأدرك ـ كما يعتقد ـ درجات علية من العلم ، إلى أن بلغ مرتبة ـ
__________________
١ ـ جون كولر ، الفكر الشرقي القديم ، ص ١٥٣.
* انظر : قاموس أساطير العالم (مصدر سابق)، الفكر الشرقي القديم، المعتقدات الديني لدى الشعوب.
٢ ـ جفري بارندر ، المعتقدات الدينية لدى الشعوب ، ص ١٧٧.
٣ ـ أحمد شلبي ، ديانات الهند الكبرى ، ص ١١.