الراهب بحب أو كره ، بسرور أو حزن ، لا بحرّ أو برد ، ولا خوف أو حياة ، ولا بجوع أو عطش ، لا بخير أو شرّ ، والجيني بذلك يصل إلى حالة من الجمود والخمود والذهول فلا يشعر بما حوله ، ودليل ذلك أن يتعرّى فلا يحسّ بحياء ، وينتف شعره فلا يتألّم ، لأنّه لو أحسّ بما في الحياة من خير أو شرّ أو نظم متفق عليها فمعنى هذا أنّه لا يزال متعلّقاً بها خاضعاً لمقاييسها ، وهذا يبعده عن النجاة ... ـ (١).
ومن هو بارسفا؟
هو اترثانكارا ( المرشد ) الثالث والعشرون عند طائفة الجينيين ، كان أبوه ملكاً حين أخبرته زوجته أنّ ابنها سيصبح ملك العالم ومخلّصه ومنقذه ، وأنّها رأت ذلك في المنام (٢).
وتقول الأسطورة : إنّ بارسفا تعب من عدم وجود الكمال في الوجود فاتجه إلى التناسل ، وطلب منه الإلَه فتح طريق التعليم لبقية الكائنات ، وقام بنزع ملابسه كعلامة لآخر تعلّق بالحياة الدنيا ، ووقف ليتأمّل ويصوم دون توقّف ، وطُلب منه أن يدرّس الناس طريق الخلاص (٣).
في البوذية ـ النرفانا ـ هي درب الخلاص ، وبوذا ـ الذي من معانيه المنقذ المنتظر (٤) ـ هو المخلّص.
ولكن من هو بوذا؟ وما تعاليمه؟ وما هي وسيلة النرفانا؟
بوذا هو غواتيما سدهارتا ولد سنة / ٥٧٣ / ق.م من عائلة ملكية تعيش الرفاه والترف ، عَزف عن هذه الحياة على الرغم مما وفّره له أبوه من وسائل الملذّات واللهو
__________________
١ ـ المصدر نفسه ، ص ١٢٣.
٢ ـ كورتل أرثر ، قاموس أساطير العالم ، ص ٧٧.
٣ ـ المصدر نفسه ، ص ٧٧.
٤ ـ جفري بارندر ، المعتقدات الدينية لدى الشعوب ، ص ٢١٥.