لاسيّما رسالتها عن البدهشتا السماوية ، التي يمكن أن يلجأ إليها المرء للمساعدة لالتماس الخلاص من شرور هذه الدنيا وأحزانها ـ (١).
وهكذا تؤكّد المهايانا ما يذهب إليه التراث البوذي من أنّ بوذا ظهر من وقت لآخر طوال التاريخ البشري ، وسوف يواصل الظهور على هذا النحو ... ويحصل هذا حسب مصطلحاتهم التقليدية كل / ٥٠٠٠ / سنة (٢).
ويَعتَبِر صاحب قصّة الحضارة التبشير بالمخلّص إحدى ميزات المهايانا فيذكرها في معرض تعداده لها ـ .. واعترافها ببوذيين منتظرين يخلّصون البشر بخلود الروح الإنسانية ـ (٣).
ـ زرادشت ـ أو ـ زوراستر ـ اختلف في تاريخ ولادته فمن قائل أنّه ولد / ٦٢٨ / ق.م أو / ٦٠٠٠ / ق.م إلى قائل آخر يدّعي معاصرته لبوذا وكونفوشيوس وجينتية ، مارس نشاطه شمال شرق إيران ، حُفظت تعاليمه في سبع عشر ترنيمة تعرف بجاثا GATHA ـ وهي تمثّل القسم الأكبر من الأبستا ABE ـ TA الكتاب المقدّس عند الزرادشتين.
المبدأ الأساسي عند زرادشت أنّ الشرّ لا يأتي من الخالق ، لأنّ الشرّ جوهر مثل الخير ، وكلّ منهما يرجع إلى سبب أوّل ، فكان إله الخير ـ أهورامزدا ـ وكان إله الشرّ ـ أهرمان ـ المسؤول عن شرور العالم وعن الأمراض والموت والغضب ... فالتاريخ هو تاريخ صراع بين الخير والشرّ ، بين أهورامزدا وأهرمان ، ودور الإنسان يتحدّد بالقيام بدور فاعل في هذا التغيير من خلال المساهمة في التغلّب على الشرّ الأهرميني ، جاء في
__________________
١ ـ المصدر نفسه ، ص ٢٤٢.
٢ ـ المصدر نفسه ، ص ٢١٦.
٣ ـ ول ديورانت ، قصة الحضارة ، ج ٥ ، ص ١٤.