لأنّه ينجي الفقير المستغيث به ، والمسكين إذ لامعين له.
يشفق على الضعفاء والبائسين ، ويخلّص أنفس الفقراء.
ويحرّرهم من الظلم والجور ، وتكرم دماؤهم في عينيه.
فليعش طويلاً ، وليعط له ذهب سبأ ، وليصلّ عليه ، ويبارك كلّ يوم.
فليكثر القمح والبر في البلاد حتّى أعالي البلاد ، ولتتمايل سنابل القمح ...
كأشجار جبل لبنان ، ويشرق الرجال في المدينة كحشائش الحقول.
ويبقى اسمه أبد الدهر ، وينشر ذكره واسمه أبداً ما بقيت شمس مضيئة.
وليتبارك الجميع وجميع الأمم تنادي باسمه ـ (١).
لقد ذهب مفسّرو العهد القديم إلى أنّ المقصود بالملك : داود عليهالسلام ، وابن الملك : سليمان عليهالسلام ، ولكن القرائن الداخلية تصرف البشارة عن ذلك.
وذهب بعضهم إلى أنّ المقصود بالملك : عيسى عليهالسلام ، ولكنّهم تحيّروا في عبارة ـ ابن الملك ـ ، ولكن صاحب ـ بشائر الأسفار ـ يرى : أنّ القرائن الداخلية والصفات التي جاء ذكرها في المزمور تجعل المقصود من الملك النبي صلىاللهعليهوآله ، وابن الملك هو الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه ابنه وحفيده (٢).
وبقي اليهود إلى عهود قريبة ينتظرون المسيح المخلّص؛ بل إنّهم ينتظرونه إلى يومنا هذا ، ولقد ظهر أكثر من شخص يدّعي ذلك في القرون الأخيرة.
لا نجد عناءً شديداً في التدليل على أنّ المسيحية حالها حال الديانات السابقة بشّرت بالمخلّص ، بل يبدو المفهوم واضحاً وراسخاً إلى حدّ كبير ، حتّى أنّ الإنجيل في أصل تسميته يرادف لفظ الحلوان GO ـ PEL باليونانية : وهو ما تعطيه لمن أتاك بالبشرى ،
__________________
١ ـ مير مصطفى تامر ، بشائر الأسفار بمحمّد وآله الأطهار ، ص ٧٢.
٢ ـ بشائر الأسفار بمحمّد وآله الأطهار ، ص ١٣٣ و ١٤٠.