الإنسان نفسه من حيثيات معيّنة.
كما يصطدم هذا المقصد بالإطار المعرفي الذي ينطلق منه الباحث والذي يحدّد وجهة نظره في الوجود والإنسان ونهاية المسيرة الإنسانية.
ففلسفة التاريخ لا تنفكّ عن الرؤية الكونية والأيديولوجيا ، ومن هنا فالأفكار المسبقة والأيديولوجيا خصوصاً تقف عائقاً أمام الموضوعية في فهم التاريخ وفلسفته.
ومن الصعوبة أن يتخلّص المؤرّخ أو فيلسوف التاريخ من نزعاته الذاتية وأفكاره المسبقة في قراءته للتاريخ.
وهنا أيضاً يمنحنا التعالي حلاً لإشكالية الموضوعية حيث يكون الالتزام الواعي والتقيّد بالإطار المرجعي للنصوص الدينية ، بمنأى عن التحريف والتزييف ، هو السبيل إلى تحقيق الموضوعية واجتناب السقوط في كلّ أشكال التحيّز للذات أو للمذهب أو للعرق أو للأهواء والمصالح ....
أشرنا سابقاً إلى اختلاف النظريات والمدارس في تحديد العوامل المؤثّرة في حركة التاريخ ، فبعض المدارس تولي أهمّيّة خاصّة للعامل البيئي الجغرافي في تأثيره في حياة الناس وحضارتهم ، وبعض الاتجاهات الأخرى تعتقد أنّ العامل الاقتصادي وتطوّر وسائل الإنتاج هو محور حركة التاريخ ، ويذهب ثالث إلى أنّ الدولة والمؤسّسة السياسية هي الأداة الفاعلة في صنع التاريخ ....
ومقابل هذه النظريات تنحاز المدرسة الإسلامية للإنسان وتؤمن بأصالة الإنسان وأصالة القيم والحاجات الإنسانية.
فالإنسان هو محور حركة التاريخ ، وحاجاته الروحية المعنوية هي مركز الثقل في هذه الحركة ، يقول الشهيد المطهري رحمهالله : ـ مسيرة التاريخ انطلاقاً من هذه النظرة تحوّل التاريخ وتكامله لا يقتصر على الجانب الفنّي والآلي أي لا يقتصر على الجانب المادّي؛ بل إنّه يعمّ ويشمل جميع الشؤون المعنوية والثقافية للإنسان ويتجه نحو تحرير الإنسان من