|
ـ سنن التاريخ وقوانينه. ـ مراحل التاريخ. ـ المستقبل البشري ونهاية التاريخ.
|
من الأسئلة المحورية المهمّة المبحوثة في فلسفة التاريخ والتي اختلف حولها المفكّرون : هل يتحرّك التاريخ نحو غاية محدّدة أم أنّه تراكم عشوائي للأحداث لا نستطيع معرفة مآله ومنتهاه؟
لقد أكّدت الكثير من القراءات الدينية منها بالخصوص على وجود غاية وحكمة للخالق ـ وهو ما ينسجم مع مباني العدلية في المنظومة الكلامية الإسلامية ـ وراء الوجود ، وهذا الإنسان ومسيرته في الحياة والتاريخ.
ولكن قلّة هي المدارس التي تعطي تفاصيل وتوضيحات كافية عن الغايات وسبل الوصول إليها والمعوقات التي تحول دون بلوغها.
نعم ، تلتقي العديد من المدارس حول عنوان عام للغاية ـ السعادة البشرية ـ أو ـ المجتمع الصالح ـ أو ـ المجتمع العادل ـ يتحرّك نحوها التاريخ الإنساني ، لكن دون أن تقدّم التفاصيل الكافية.
في المنظور القرآني نجد عنوانين أساسين لغاية المسيرة البشرية :
الأوّل : مفهوم العبادة.
الثاني : مفهوم الخلافة.
فما هي دلالات وأبعاد كلّ واحد منهما؟ وما علاقة الأوّل بالثاني؟
في مستوى المفهوم الأوّل يركّز القرآن على أنّ الغاية من خلق الناس هي العبادة ، ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) [ الذاريات ].
ورسالات الأنبياء في شعاراتها الأساسية كانت تذكّر بهذه الغاية وتنادي بها ، ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَ هَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) [ الأنبياء ].