ولم ينعقد منذ بعث النبي صلىاللهعليهوآله إلى يومنا هذا ، وإذا انطبق فينطبق على زمن ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه على ما ورد من صفته في الأخبار المتواترة عن النبي صلىاللهعليهوآله وأئمة أهل البيت عليهمالسلام لكن على أن يكون الخطاب لهم لا له عليهالسلام وحده ـ (١).
هذا المجتمع الصالح هو الذي يرث فيه الصالحون الأرض ، ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) [ الأنبياء ].
ويكون المستضعفون الأئمة والقادة ، ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) [ القصص ].
( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ) [ الأعراف ].
السؤال الثاني المهم والمحوري في فلسفة التاريخ : ما هي القوى المؤثّرة والموجّهة لحركة التاريخ؟
والبحث عن محرّكات التاريخ ينسجم مع المبدأ العام والقانون الكلي الحاكم على أحداث الكون ، ـ فأحداث التاريخ بصفتها جزء من أحداث الكون تخضع للقوانين العامّة التي تسيطر على العالم ، ومن تلك القوانين مبدأ العلّيّة القائل : إنّ كلّ حدث سواء كان تاريخياً أم طبيعياً أم أي شيء آخر لا يمكن أن يوجد صدفة وارتجالاً وإنّما هو منبثق عن سبب ، فكلّ نتيجة مرتبطة بسببها ، وكلّ حادث متصل بمقدّماته ، ودون تطبيق هذا المبدأ ـ مبدأ العلّيّة ـ على المجال التاريخي يكون البحث التاريخ غير ذي معنى ـ (٢).
فهنا مبدآن أساسيان لتفسير التاريخ : الإيمان بالحقيقة الموضوعية لأحداث التاريخ والاعتقاد بأنّها تسير وفق مبدأ السببية.
ولكن الخلاف في الاتجاهات المختلفة في تحديد هذه العلل الزمنية والقوى الأساسية
__________________
١ ـ محمّد حسين الطباطبائي ، الميزان في تفسير القرآن ، مج ١٥ ، ص ١٥٦.
٢ ـ محمّد باقر الصدر ، اقتصادنا ، ص ٤٨.