( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) [ الأنبياء ].
( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) [ القصص ].
( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [ التوبة ، الصف الآية ٩ ].
الآيات تلخّص الوعد الإلهي بتمكين المستضعفين واستخلافهم وسيادتهم على الأرض.
( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَ ئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) [ النور ].
للتاريخ بداية ونهاية ، بداية التاريخ كما تؤمن النظرية الإسلامية وكما بيّنا في الأساس الأوّل تجسّدت في خلق آدم وحواء عليهماالسلام كممثّلين للجنس الإنساني محور الحركة التاريخية.
أمّا الغاية والنهاية كما بيّنا في الأساس الأوّل فهي قيام مجتمع الصالحين الذي ينجح نجاحاً كاملاً في تحقيق العبودية الكاملة وتجسيد القيم الإلهية الخالدة. وبين البداية والنهاية مسار تاريخي طويل ومعاناة عميقة وكدح متصاعد ، ( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) [ الانشقاق ].
هذا المسار التاريخي يمكن أن نختزله في أربع مراحل أساسية :
|
ـ المرحلة الأولى : مرحلة خلق آدم عليهالسلام وحضانته في الجنّة. ـ المرحلة الثانية : مرحلة الفطرة والوحدة. ـ المرحلة الثالثة : مرحلة الاختلاف والتشتّت. ـ المرحلة الرابعة : مجتمع الصالحين. |
__________________
* لقد تحدّث الشهيد محمد باقر الصدر عن مراحل الأولى كتقييم عام للتاريخ البشري في كتاب الإسلام يقود الحياة، كرّاس : خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء.