ولنتحدّث بتفصيل مناسب عن كلّ واحدة من هذه المراحل.
في القرآن آيات ومقاطع كثيرة تحدّثنا عن هذه المرحلة وتفاصيلها وهي مبثوثة في عدّة سور : البقرة الآيات من ٢٩ إلى ٢٣٨ ، في سورة الأعراف من الآية ١٠ إلى الآية ٢٥ ، في سورة طه من الآية ١١٥ إلى الآية ١٢٦ ، وفي سورة الحجر من الآية ٢٨ إلى الآية ٤٣ ، وفي سورة الإسراء من الآية ٦٢ إلى الآية ٦٥ ، وسورة ص من الآية ٧١ إلى الآية ٨٥.
وبقراءة موضوعية لهذه الآيات نكتشف أنّ هذه المرحلة ـ التي فصّل القرآن الكريم الكثير من جوانبها ـ تعدّ الأساس لتاريخ الإنسان وأنّها ستتحكّم في تاريخ الإنسان ومستقبله ، معالم تفصح عنها الآيات ، ومن الضروري الوقوف عند دلالاتها. هذه المعالم الأساسية هي :
أ. التركيبة التكوينية المزدوجة للإنسان.
ب. تفضيل آدم عليهالسلام والنوع الإنساني على الملائكة.
ج. نشوء العداوة بين الإنسان والشيطان.
د. هبوط آدم عليهالسلام إلى الأرض وبدء حركة التاريخ.
عن المعلم الأوّل تحدثنا الآيات عن هذه الطبيعة التكوينية لهذا الإنسان على لسان الخالق سبحانه وتعالى :
( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ * وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ) [ الحجر ].
( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) [ ص ].
( خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ) [ الرحمن ].