في هذه المرحلة أعلن الشيطان عداءه للإنسان ورفض السجود له وتعذّر بالتفوّق العنصري الذي يمتاز به حيث خلق من نار وأمّا آدم فخلق من طين.
( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) [ الأعراف ].
وفي الواقع حَسَد الشيطان الإنسان على هذا الموقع الذي أولته إيّاه السماء وحجبته أنانيته أن يرى لهذا الكائن أيّة فضيلة؛ بل استغرق في الأنا يعصي أمر الله سبحانه وتعالى ، فطُرد من ساحة الرحمة الإلهية لِيُعْلِنَ حرب غواية على هذا الإنسان ، الذي بسببه أُقصيَ عن هذه الساحة ، وأبعد عن صفوف الملائكة بعد الانتساب إليهم إثر عبادة طويلة امتدّت لستة آلاف سنة حسب ما تقول الروايات.
( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) [ الأعراف ].
وانطلقت حركة الصراع فعلياً منذ فترة الحضانة في الجنّة المؤقّتة التي أسْكِنَ آدم وحواء فيها لأجل مسمّى ، واستنفر إبليس كلّ مواطن الضعف في شخصية آدم من سرعة تصديقه ونزعته الفطرية للخلود ليقنعه بالأكل من الشجرة المنهي عنها ، ويخالف بذلك النهي الإرشادي الصادر من الله.
( وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَ ذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَ ذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ) [ الأعراف ].
أكل آدم وحواء من الشجرة وبدت سوآتهما وكان ظهور السوءة ( العورة ) النتيجة الطبيعية للأكل من الشجرة.
فوسوس له الشيطان قال : ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ