فعادت سهامنا إلينا فما سقط سهمٌ منها إلا في صاحبه الذي رمى به فقتله ! فاستوحشت لذلك وجزعتُ وأخذتني الحُمَّى والقَشعريرة !
ورحلت عن القبر لوقتي ، ووطنت نفسي على أن يقتلني المتوكل لماَّ لم أبلغ في القبر جميع ما تقدم إلي به !
قال أبو برزة : فقلت له : قد كفيتَ ما تحذر من المتوكل ، قد قتل بارحة الأولى وأعان عليه في قتله المنتصر فقال لي : قد سمعت بذلك وقد نالني في جسمي مالا أرجو معه البقاء ! قال أبو برزة : كان هذا في أول النهار ، فما أمسى حتى مات !
قال ابن خشيش : قال أبوالفضل : إن المنتصر سمع أباه يشتم فاطمة عليهاالسلام فسأل رجلاً من الناس عن ذلك فقال له : قد وجب عليه القتل إلا أنه من قتل أباه لم يطل له عمر . قال : ما أبالي إذا أطعت الله بقتله أن لا يطول لي عمر ، فقتله وعاش بعده سبعة أشهر » !
١١.
وفي أمالي الطوسي /
٣٢٦
: « حدثني أبوعبد الله الباقطاني ، قال :
ضمني عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى هارون المعري ، وكان قائداً من قواد السلطان ، أكتب له ، وكان بدنه كله أبيض شديد البياض حتى يديه ورجليه كانا كذلك ، وكان وجهه أسود شديد السواد كأنه القير ، وكان يتفقأ مع ذلك مادة منتنة ، قال : فلما آنس بي سألته عن سواد وجهه ، فأبى أن يخبرني ، ثم إنه مرض مرضه الذي مات فيه ، فقعدت فسألته ، فرأيته كأنه يحب أن يكتم عليه ، فضمنت له الكتمان فحدثني قال : وجهني المتوكل أنا والديزج لنبش قبر الحسين وإجراء الماء عليه ،