حملهم على ما صنعوا ، فكتب بالأمر إلى الحضرة ، فورد كتاب المتوكل إلى القائد بالكف عنهم والمسير إلى الكوفة ، مظهراً أن مسيره إليها في مصالح أهلها ، والإنكفاء إلى المصر ! فمضى الأمر على ذلك حتى كانت سنة سبع وأربعين ، فبلغ المتوكل أيضاً مصير الناس من أهل السواد والكوفة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين عليهالسلام ، وأنه قد كثر جمعهم كذلك وصار لهم سوق كبير ، فأنفذ قائداً في جمع كثير من الجند ، وأمر منادياً ينادي ببراءة الذمة ممن زار قبر الحسين ، ونَبَشَ القبر وحرث أرضه ، وانقطع الناس عن الزيارة . وعمل على تتبع آل أبي طالب والشيعة رضي الله عنهم ، فقتل ولم يتم له ما قَدَّر » .
وفي أمالي الطوسي / ٣٢٩ : « حدثني عبد الله بن دانية الطوري ، قال : حججت سنة سبع وأربعين ومائتين ، فلما صدرت من الحج صرت إلى العراق فزرت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام على حال خيفة من السلطان ، وزرته ثم توجهت إلى زيارة الحسين عليهالسلام فإذا هوقد حرثت أرضه ومُخِر فيها الماء ، وأُرسلت الثيران العوامل في الأرض ، فبعيني وبصري كنت أرى الثيران تساق في الأرض فتنساق لهم حتى إذا حاذت مكان القبر حادت عنه يميناً وشمالاً ، فتُضرب بالعصي الضرب الشديد فلا ينفع ذلك فيها ، ولا تطأ القبر بوجه ولا سبب ! فما أمكنني الزيارة ، فتوجهت إلى بغداد ، وأنا أقول في ذلك :
تالله إن كانت أميةُ قد أتتْ |
|
قتلَ ابن بنت نبيها مظلوما |
فلقد أتاكَ بنوأبيه بمثلها |
|
هذا لعمرُك قبره مهدوما |
أسفوا على أن لا يكونوا شايعوا |
|
في قتله فتتبعوه رميما |