أهلها السيف ، ولم ينج منهم إلا من فر هارباً ، أو اختفى في مخبأ ، أو تحت حطب ونحوه ، ولم يعثروا عليه .. وهدم قبر الحسين عليهالسلام واقتلع الشباك الموضوع على القبر الشريف ، ونهب جميع ما في المشهد من الذخائر ولم يرعَ لرسول الله صلىاللهعليهوآله ولا لذريته حرمةً ، وأعاد بأعماله ذكرى فاجعة كربلاء ويوم الحرة ، وأعمال بني أمية والمتوكل العباسي . ويقول أهل العراق وهم أعلم بما جرى في بلادهم : إنه ربط خيله في الصحن الشريف ، وطبخ القهوة ودقها في الحضرة الشريفة !
وقال العلامة السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة ، وفي عصره كان غزوهم للعراق : إن سعوداً الوهابي الخارج في أرض نجد ، اخترع ما اخترع في الدين ، وأباح دماء المسلمين وتخريب قبور الأئمة المعصومين عليهمالسلام ، فأغار في السنة المذكورة على مشهد الحسين عليهالسلام وقتل الرجال والأطفال ، وأخذ الأموال وعاث في الحضرة المقدسة ، فأفسد بنيانها وهدم أركانها .
قال : وفي الليلة التاسعة من شهر صفر سنة ١٢٢١ قبل الصبح هجم علينا سعود الوهابي في النجف ونحن في غفلة ، حتى أن بعض أصحابه صعد السور وكادوا يأخذون البلد ، فظهرت لأمير المؤمنين عليهالسلام المعجزات الظاهرة والكرامات الباهرة ، فقتل من جيشه كثير ورجع خائباً .
قال : وفي جمادى الآخرة سنة ١٢٢٢ جاء الخارجي الذي إسمه سعود إلى العراق بنحو من عشرين ألف مقاتل أوأزيد ، فجاءت النذر بأنه يريد أن يدهمنا في النجف الأشرف غيلة ، فتحذرنا منه وخرجنا جميعاً إلى سور البلد ، فأتانا ليلاً فرآنا على حذر قد أحطنا بالسور بالبنادق والأطواب .