قال : ما أعرف من هذا شيئاً ، وإني لأرى له السمع والطاعة في عسري ومنشطي ومكرهي ، وآثره لأدعو الله له بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار . في كلام كثير غير هذا . وقال ابن الكلبي : قد أمرني أمير المؤمنين أن أحُلِّفَكَ .
قال : فأحْلَفَهُ بالطلاق ثلاثاً أن ما عنده طَلِبَةُ أمير المؤمنين .
قال : وفتشوا منزل أبي عبد الله والسِّرْب والغرف والسطوح ، وفتشوا تابوت الكتب ، وفتشوا النساء والمنازل ، فلم يروا شيئاً ولم يحسوا بشئ » !
أقول : يدل اتهامهم على الشعبية الواسعة للعلويين ورُعب السلطة منهم ! وكان المتوكل يعرف أن أحمد ليس في خط العلويين ، لكنه من خوفه احتمل أن يكونوا أغروه ! كما تفاجأ ابن حنبل فسارع بالقول : « إني لأرى له السمع والطاعة في عسري ومنشطي ومكرهي ، وأوثره عليَّ ، وأدعو الله له بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار » . فقبل منه المتوكل وسُرَّ به واستقدمه الى سامراء وأكرمه ، واتفق معه .
أحضر المتوكل أحمد الى سامراء عدة مرات
قال الآلوسي في جلاء العينين « ١ / ٢٤٢ » : « بعث المتوكل بعد مضي خمس سنين من ولايته لتسيير أحمد بن حنبل ، فقد نقل غير واحد أنه وجه المتوكل إلى إسحق بن إبراهيم يأمره بحمله إليه ، فوجه إسحق إليه وقال له : إن أمير المؤمنين قد كتب إلي يأمرني بإشخاصك إليه فتأهب لذلك » .
وأحضره المتوكل في أواخر عمره ، وكان أحمد يومها في الثالثة والسبعين ، وعاش بعدها ثلاث سنوات ونصفاً .