وارتفعت السُّنَّة جداً في أيام المتوكل عفا الله عنه ، وكان لا يولي أحداً إلا بعد مشورة الإمام أحمد ، وكان ولاية يحيى بن أكثم قضاء القضاة موضع ابن أبي دؤاد عن مشورته ، وقد كان يحيى بن أكثم هذا من أئمة السنة وعلماء الناس ، ومن المعظمين للفقه والحديث واتباع الأثر » .
أهم إنجازات مرجعية أحمد بن حنبل
كانت مدة مرجعية أحمد للدولة ثلاث سنوات ونصفاً ، لأن مجيئه الى سامراء في شهر رمضان سنة ٣٣٧ ، ووفاته في ربيع الثاني سنة ٣٤١ .
لكنها كانت مرجعية مؤثرة ، حيث حققت إنجازين كبيرين عند أصحابهما :
الأول : ترسيخ حزب المجسمة النواصب ، الذين كان يقودهم ابن صاعد ، وعرفوا بإسم الصاعدية . وكانوا في زمن المتوكل وبعده تياراً متطرفاً .
ويظهر أنهم صاروا بعد ذلك مذهباً لهم آراؤهم التي تخالف المسلمين !
قال المقدسي في البدء والتاريخ « ٥ / ١٤٩ » : « وأما الصاعدية فهم أصحاب ابن صاعد يجيزون خروج أنبياء بعد نبينا « ص » لأنه رويَ : لا نبيَّ بعدي إلا ما شاء الله » !
وهم مجسمة الحنابلة الذين يشكو منهم أهل بغداد وأئمة الحنابلة المعتدلون كابن الجوزي . وهم الأجداد الحقيقيون لابن تيمية وأتباعه الوهابية .
والإنجاز
الثاني : تأليف صحيح البخاري
، فقد كان البريد يصل من المتوكل في سامراء الى أحمد بن حنبل في بغداد كل يوم ، وكان البخاري مشغولاً بتأليف