وأما الجنة ففيها من المأكل والمشرب والملاهي ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ، وأباح الله ذلك لآدم . والشجرة التي نهى الله آدم عنها وزوجته أن يأكلا منها شجرة الحسد ، عهد الله إليهما أن لا ينظر إلى من فضله الله عليهما ، والى خلائقه بعين الحسد ، فنسي ولم يجد له عزماً .
وأما قوله : أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ، فإن الله تعالى زوج الذكران المطيعين ، ومعاذ الله أن يكون الجليل العظيم عنى ما لَبَّسْتَ على نفسك ، تطلب الرخص لارتكاب المحارم ! وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . إن لم يتب . ( وكان ابن أكثم مشهوراً باللواط ) !
فأما قول شهادة امرأة وحسدها التي جازت ، فهي القابلة التي جازت شهادتها مع الرضا ، فإن لم يكن رضاً فلا أقل من امرأتين تقوم المرأتان بدل الرجل للضرورة ، لأن الرجل لا يمكنه أن يقوم مقامها ، فإن كانت وحدها قبل قولها مع يمينها . فأما قول علي عليهالسلام في الخنثى فهو كما قال : يرث من المبال ، وينظر إليه قوم عدول يأخذ كل واحد منهم مرآة ، ويقوم الخنثى خلفهم عريانة ، وينظرون إلى المرآة ، فيرون الشئ ويحكمون عليه .
وأما الرجل الناظر إلى الراعي وقد نزا
على شاة ، فإن عرفها ذبحها وأحرقها ، وإن لم يعرفها قسمها الإمام نصفين وساهم بينهما ، فإن وقع السهم على أحد القسمين ، فقد أقسم النصف الآخر ، ثم يفرق الذي وقع عليهم السهم نصفين