وقال في تاريخ بغداد « ٣ / ١٤٥ » : « كان بين محمد بن عبد الملك وبين أحمد بن أبي دؤاد ، عداوةٌ شديدة ، فلما ولي المتوكل دارَ ابن أبي داود على محمد ، وأغرى به المتوكل حتى قبض عليه ، وطالبه بالأموال » .
وقال البغدادي في خزانة الأدب « ١ / ٤٢٨ » : « وكان ابن الزيات قد اتخذ تنوراً من حديد ، وأطراف مساميره المحددة إلى داخله ، وهي قائمة مثل رؤوس المسالّ ، وكان يعذب فيه أيام وزارته ، فكيفما انقلب المعذب أو تحرك من حرارة العقوبة تدخل المسامير في جسمه ! وإذا قال له أحد : إرحمني أيها الوزير ، فيقول له : الرحمة خَوَرٌ في الطبيعة ! فلما اعتقله المتوكل أمر بإدخاله في التنور وقيده بخمسة عشر رطلاً من الحديد ، فقال له : يا أمير المؤمنين إرحمني ، فقال له : الرحمة خَوَرٌ في الطبيعة ، كما كان يقول للناس ! وكان ذلك في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وكانت مدة تعذيبه في التنور أربعين يوماً ، إلى أن مات فيه » !
وتدل روايتنا عن الإمام الهادي عليهالسلام على أن المتوكل كان في سجن ابن الزيات ، فأخرجه ابن أبي دؤاد وعقد البيعة له ، ثم بطشوا بابن الزيات !
قال
خيران الأسباطي « الكافي : ١ / ٤٩٨ » :
« قدمت على أبي الحسن عليهالسلام
« الإمام الهادي »
المدينة فقال لي : ما خبر الواثق عندك ؟ قلت : جعلت فداك خلفته في عافية ، أنا من أقرب الناس عهداً به ، عهدي به منذ عشرة أيام . قال فقال لي : إن أهل المدينة يقولون : إنه مات . فلما أن قال لي : الناس ، علمت أنه هو . ثم قال لي : ما فعل جعفر « المتوكل » ؟ قلت : تركته أسوأ الناس حالاً في السجن . قال فقال : أما إنه