صاحب الأمر . ما فعل ابن الزيات ؟ قلت : جعلت فداك الناس معه والأمر أمره . قال فقال : أما إنه شؤم عليه . قال : ثم سكت وقال لي : لابد أن تجري مقادير الله تعالى وأحكامه . يا خيران ، مات الواثق ، وقد قعد المتوكل جعفر ، وقد قتل ابن الزيات . فقلت : متى جعلت فداك ؟ قال : بعد خروجك بستة أيام » .
وذكر المسعودي في مروج الذهب « ٤ / ٥ » أن بطشهم بابن الزيات كان بعد أشهر ، قال : « سخط المتوكل على محمد بن عبد الملك الزيات بعد خلافته بأشهر ، فقبض أمواله وجميع ما كان له ، وقلد مكانه أبا الوزير ، وقد كان ابن الزيات اتخذ للمصادَرين والمغضوب عليهم تنُّوراً من الحديد رؤوس مساميره إلى داخله قائمة مثل رؤوس المسالّ ، في أيام وزارته للمعتصم والواثق ، فكان يعذب الناس فيه ، فأمر المتوكل بإدخاله في ذلك التنور ، فقال محمد بن عبد الملك الزيات للموكل به أن يأذن له في دواة وبطاقة ليكتب فيها ما يريد ، فاستأذن المتوكل في ذلك فأذن له فكتب :
هي السبيل فمن يوم إلى يوم |
|
كأنه ما تُريك العين في النومِ |
لا تجزعنَّ رويداً إنها دوَلٌ |
|
دُنْيَاً تنقَّلُ من قومٍ إلى قوم . |
قال : وتشاغل المتوكل في ذلك اليوم فلم تصِل الرقعة اليه ، فلما كان الغد قرأها فأمر بإخراجه فوجده ميتاً . وكان حَبْسُه في ذلك التنور إلى أن مات أربعين يوماً ، وكان كاتباً بليغاً وشاعراً مجيداً » .