لما قفل من مكة راجعاً إلى العراق وجَّه المتوكل إليه سعيد بن صالح الحاجب ، مع كسوة وألطاف ، وأمره أن يلقاه بالكوفة أوببعض طريقه ، وقد تقدم المتوكل إلى عامله على الشرطة ببغداد بأمره فيه .
فذكر عن إبراهيم بن المدبر أنه قال خرجت
مع إسحاق بن إبراهيم حين قرب إيتاخ من بغداد ، وكان يريد أن يأخذ طريق الفرات إلى الأنبار ، ثم يخرج إلى سامر ، فكتب إليه إسحاق بن إبراهيم إن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه قد أمر أن تدخل بغداد ، وأن يلقاك بنوهاشم ووجوه الناس ، وأن تقعد لهم في دار خزيمة بن خازم فتأمر لهم بجوائز . قال فخرجنا حتى إذا كنا بالياسرية ، وقد شحن ابن إبراهيم الجسر بالجند والشاكرية ، وخرج في خاصته وطرح له بالياسرية صفةً فجلس عليها ، حتى قالوا قد قرب منك فركب فاستقبله فلما نظر إليه أهوى إسحاق لينزل فحلف عليه إيتاخ ألا يفعل ، قال : وكان إيتاخ في ثلاث مائة من أصحابه وغلمانه ، عليه قباءٌ أبيض متقلداً سيفاً بحمائل ، فسارا جميعاً حتى إذا صارا عند الجسر ، تقدمه إسحاق عند الجسر وعبر حتى وقف على باب خزيمة بن خازم ، وقال لإيتاخ تدخل أصلح الله الأمير ، وكان الموكلون بالجسر كلما مر بهم غلام من غلمانه ، قدموه حتى بقي في خاصة غلمانه ، ودخل بين يديه قوم ، وقد فرشت له دار خزيمة ، وتأخر إسحاق وأمر ألا يدخل الدار من غلمانه إلا ثلاثة أو أربعة ، وأخذت عليه الأبواب ، وأمر بحراسته من ناحية الشط وكسرت كل درجة في قصر خزيمة بن خازم ، فحين دخل أغلق الباب خلفه ، فنظر فإذا