ظواهرها المتعارفة ، والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين ، والشئ إنما يحمل على حقيقته ، إذا أمكن .
ثم يتحرجون من التشبيه ويأنفون من إضافته إليهم ، ويقولون : نحن أهل السنة ! وكلامهم صريح في التشبيه ، وقد تبعهم خلقٌ من العوام !
فقد نصحت التابع والمتبوع فقلت لهم : يا أصحابنا أنتم أصحاب نقل ، وإمامكم الأكبر أحمد بن حنبل يقول وهو تحت السياط : كيف أقول ما لم يُقل ! فإياكم أن تبتدعوا في مذهبه ما ليس منه .
ثم قلتم في الأحاديث : تحمل على ظاهرها ، وظاهر القدم الجارحة ، فإنه لما قيل في عيسى روح الله اعتقدت النصارى أن لله صفة هي روحٌ ولجت في مريم ! ومن قال استوى بذاته فقد أجراه مجرى الحسيات !
وينبغي أن لا يهمل ما يثبت به الأصل وهو العقل ، فإنا به عرفنا الله تعالى وحكمنا له بالقدم ، فلو أنكم قلتم نقرأ الأحاديث ونسكت ، ما أنكر عليكم أحد إنما حملكم إياها على الظاهر قبيحٌ ، فلا تدخلوا في مذهب هذا الرجل الصالح السلفي ما ليس منه .
ولقد كسيتم هذا المذهب شيناً قبيحاً ، حتى صار لا يقال حنبلي إلا مجسم !
ثم زينتم مذهبكم أيضاً بالعصبية ليزيد بن معاوية ، ولقد علمتم أن صاحب المذهب أجاز لعنته ، وقد كان أبومحمد التميمي يقول في بعض أئمتكم : لقد شان المذهب شيناً قبيحاً ، لا يغسل إلى يوم القيامة » !
ويقصد بأئمتكم أبا يعلى الموصلي ، قال أبو الفداء « ٢ / ١٨٦ » : « وكان ابن التميمي الحنبلي يقول : لقد خريَ أبويعلي بن الفراء على الحنابلة خريةً لا يغسلها الماء » !