قال : « فحُملت إلى مجلس إسحاق فإذا فيه موسى بن عبد الملك صاحب ديوان الخراج ، والحسن بن محمد صاحب ديوان الضياع ، وأحمد بن إسرائيل الكاتب ، وأبو نوح ، وعيسى بن إبراهيم ، كاتب الفتح بن خاقان ، وداود بن الجراح صاحب الزمام ، فطُرحت في آخر المجلس ، فشتمني إسحاق بن إبراهيم أقبح شتم ، وقال : يا فاعل يا صانع تعرضني لاستبطاء أمير المؤمنين ، والله لأُفَرِّقن بين لحمك وعظمك ، ولأجعلن بطن الأرض أحب إليك من ظهرها ، أين الأموال التي جمعتها من غير وجهها .. الرأي أن تكتب خطك بالتزام عشرة آلاف ألف درهم ، تؤديها في عشرة أشهر ، كل شهر ألف ألف درهم ، وتَتَرَفَّهُ عاجلاً مما أنت فيه ! فأمر إسحاق بأخذي في الحال وإدخالي الحمام ، وجاؤني بخلعة نظيفة فلبستها ، وبخور طيب فتبخرت ، واستدعاني إسحاق ..
فلما كان من غد حولني إلى دار كبيرة حسنة مفروشة ، ووكل على فيها بإحسان وإجلال ، واستدعيتُ كل من أردت ، وتسامع الناس بأمري ، وجاؤني ففرج عني ، ومضت سبعة وعشرون يوماً ، وقد أعددت ألف ألف درهم .. الخ . » !