يا فتح ، يا عبد الله ، يا معتز ، شيعوا سيدي وسيدكم . فلما بصر به الخزر خروا سجداً مذعنين ، فلما خرج دعاهم المتوكل ، ثم أمر الترجمان أن يخبره بما يقولون ، ثم قال لهم : لم لا تفعلوا ما أمرتكم به ؟ قالوا : لشدة هيبته ، ورأينا حوله أكثر من مائة سيف لم نقدر أن ننالهم ، فمنعنا ذلك عما أمرنا به ، وامتلأت قلوبنا رعباً من ذلك . فقال المتوكل : هذا صاحبكم ، وضحك في وجه الفتح ، وضحك الفتح في وجهه وقال : الحمد لله الذي بيض وجهه ، وأنار حجته » .
قال الذهبي في سيره « ١٢ / ٣٨ » : « قال المبرد : قال المتوكل لعلي بن محمد بن الرضا : ما يقول ولد أبيك في العباس ؟ قال : ما تقول يا أمير المؤمنين في رجل فرض الله طاعته على نبيه صلىاللهعليهوآله وذكر حكاية طويلة ، وبكى المتوكل ، وقال له : يا أبا الحسن لينت منا قلوباً قاسية ، أعليك دين ؟ قال : نعم ، أربعة آلاف دينار ، فأمر له بها » .
أقول : إذا صح ذلك فهو تقية جائزة للتخلص من قرار المتوكل بقتله عليهالسلام ، ويكون معنى : فرض طاعته على نبيه صلىاللهعليهوآله ، أي طاعة الله تعالى لا طاعة العباس .
* *