والْحِسْيُ ـ بالكسر فالسكون ـ : ما تشربه الأرض من الرمل عند الحفر فيستخرج منه الماء.
( حشا )
فِي الْحَدِيثِ « واحْشُ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ ». هو على التشبيه ، أي أدخلهما فيها ولا تفرق بينهما.
وفِي حَدِيثِ الْمُسْتَحَاضَةِ : « أَمْرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ ، فَإِنْ رَأَتْ شَيْئاً احْتَشَتْ (١) ». أي استدخلت شيئا يمنع الدم من القطر.
وبه سمي الْحَشْوُ للقطن ، لأنه يُحْشَى به.
و « حَشَوْتُ الوسادة وغيرها حَشْواً » إذا أدخلت الحشو فيها.
ومنه : « الحائض تَحْتَشِي بالكرسف ليحتبس الدم ».
والْحَشَا ـ مقصورا ـ كمعا ، والجمع « أَحْشَاءٌ » كسبب وأسباب.
وقولهم : « لا أدري أي الْحَشَا آخذ » أي أي الناحية آخذ.
( حصا )
قوله تعالى : ( وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ) هو من أَحْصَى الشيء إذا عده كله ، أي أحصى ما كان وما يكون منذ يوم خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة من فتنة أو زلزلة أو خسف أو أمة أهلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقي ، وكم من إمام عادل أو جائر يعرفه باسمه ونسبه ، ومن يموت موتا أو يقتل قتلا ، وكم من إمام مخذول لا يضره خذلان من خذله ، وكم من إمام منصور لا تنفعه نصرة من نصره.
قوله : ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها ) أي لا تطيقون إحصاءها والْإِحْصَاءُ يكون علما ومعرفة ويكون إطاقة.
قوله : ( ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى ) الآية ، أي الفريقين أصوب وأحفظ ( لِما لَبِثُوا ) أي مكثوا ، يعني أصحاب الكهف في كهفهم ، و ( أَمَداً ) غاية ، وقيل : عددا ، وفي نصبه وجهان : أحدهما على التفسير ـ كذا قيل ، وفي تفسير الشيخ أبي علي : (ره) ثم ( بَعَثْناهُمْ ) أي أيقظناهم من نومهم ( أَيُّ الْحِزْبَيْنِ ) فيه معنى الاستفهام ، ولذلك علق فيه
__________________
(١) التهذيب ١ / ٣٨٩.