( صلا )
قوله تعالى : ( لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ ) [ ٢٢ / ٤٠ ] قيل : هي كنائس اليهود ، وسميت الكنيسة صلاة لأنه يصلى فيها. وَفِي قِرَاءَةٍ مَرْوِيَّةٍ عَنِ الصَّادِقِ (ع) « صُلُوَاتٌ » بِضَمِّ الصَّادِ وَاللَّامِ وَفَسَّرَهَا بِالْحُصُونِ وَالْآطَامِ (١) ، وَهِيَ حُصُونٌ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ. وَالْبِيَعُ لِلنَّصَارَى.
و « الصَّلَاةُ » في كتاب الله جاءت لمعان :
( منها ) قوله تعالى : ( وَصَلِ عَلَيْهِمْ ) أي وادع لهم ( إِنَ صَلاتَكَ ) أي دعاءك ( سَكَنٌ ) وتثبيت ( لَهُمْ ) [ ٩ / ١٠٣ ].
و ( منها ) قوله تعالى : ( إِنَ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً ) [ ٤ / ١٠٣ ] ويريد بها الصَّلَاةَ المفروضة.
و ( منها ) قوله تعالى : ( أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ) [ ٢ / ١٥٧ ] أي ترحم.
و ( منها ) قوله تعالى : ( أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ ) [ ١١ / ٨٧ ] أي دينك ، وقِيلَ : كَانَ شُعَيْبٌ كَثِيرَ الصَّلَاةِ فَقَالُوا لَهُ ذَلِكَ.
و « الْمُصَلَّى » بفتح اللام موضع الصلاة والدعاء ، ومنه قوله تعالى : ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى ) [ ٢ / ١٢٥ ].
قوله تعالى : ( اصْلَوْهَا ) [ ٣٦ / ٦٤ ] أي احترقوا بها. يقال : « صَلَيْتُ النار وبالنار » إذا نالك حرها.
قوله تعالى : ( فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً ) [ ٤ / ٣٠ ] أي نلقيه فيها.
قوله تعالى : ( وَيَصْلى سَعِيراً ) [ ٨٤ / ١٢ ] قرىء مخففا ومشددا فمن خفف فهو « من صلي » بكسر اللام يصلى صليا : احترق ، ومثله : ( هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا ) [ ١٩ / ٧٠ ].
قوله تعالى : ( وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) [ ٥٦ / ٩٤ ] التَّصْلِيَةُ : التلويح على النار.
واختلف في اشتقاق الصَّلَاةِ بمعنى ذات الأركان : فعن المغرب أنها فعلة من « صلى » كالزكاة من زكى واشتقاقها من
__________________
(١) انظر البرهان ج ٣ ص ٩٤.