وحمل بعضهم عليه قوله تعالى : ( إِلَى الْمَرافِقِ ) فتدخل ضرورة ، أما إذا كانت للانتهاء فقيل : تدخل بالأصالة لعدم تميز الغاية عن ذي الغاية بمحسوس ، وقيل : تدخل بالتبعية لورودها تارة داخلة وأخرى خارجة.
وتكون للتبيين ، وهي المبينة فاعلية مجرورها ، نحو ( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُ إِلَيَ ) ومرادفة للام نحو ( وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ ) ، وقيل : هي هنا لانتهاء الغاية ، أي مُنْتهٍ إليك.
وبمعنى « في » ـ ذكره جماعة (١).
وبمعنى « من » (٢).
وبمعنى « عند » نحو قوله تعالى : ( ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) أي محل نحرها عند البيت العتيق.
وتزاد للتأكيد ، أثبته الفراء. قال الجوهري : قال سيبويه : ألف « إلَى » و « على » منقلبتان من واوين ، لأن الألفين لا تكون فيهما الإمالة. وإذا اتصل المضمر بهما قلبت ألفهما ياء ، تقول : « إليك » و « عليك » وقل « إلاك » و « علاك ».
وَفِي الدُّعَاءِ : « والشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ». أي ليس مما يتقرب به إليك.
وقَوْلُهُ : « وأَنَا مِنْكَ وَإِلَيْكَ ». أي التجائي وانتمائي إليك.
وقَوْلِهِ : « اللهُمَ إِلَيْكَ ». أي اقبِضْني أو خُذني أو أشكو [ إليك ] و « إلَيْكَ إليك » كما يقال : « الطَّرِيقَ الطَّرِيقَ » أي تَنَحَّ وأبعِد ، والتكرير للتأكيد.
وفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ (ع) : « إِلَيْكَ عَنِّي (٣) ». أي تنحّي عني. قال بعض الشارحين : خاطَب الدنيا خِطابَ الزوجة المكروهة
__________________
(١) قيل : منه قوله تعالى : ( ليجمعنّكم إلى يوم القيامة ) أي في يوم القيامة.
(٢) نحو قول الشاعر :
سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً |
|
وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ |
فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى |
|
برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ) |
أي فلا يروى مني.
(٣) نهج البلاغة ٣ / ١٦٦.