غَايَةٍ وَلَا مُنْتَهَى غَايَةٍ » (١). يعني ليس غاية بمعنى مسافة تكون ظرفه ولا غاية بمعنى النهاية ، والمعنى أن أزليته وأبديته يرجعان إلى معنى سلبي ، أي ليس له أول ولا آخر.
قَوْلُهُ : « انْقَطَعَتْ عَنْهُ الْغَايَاتُ (٢) ». بمعنى كل مسافة عنده لأنه وراء الكل ، وإن شئت قلت انعدمت الْغَايَاتُ عنده ، بمعنى أنه ليست له غاية بشيء من معانيها لأنه لم يحط به سطح أو خط ولا أول لوجوده ولا آخر.
قَوْلُهُ : « وهُوَ غَايَةُ كُلِ غَايَةٍ » (٣). يعني ينتهي إليه كل ممكن أو نهاية كل امتداد
وَفِي حَدِيثِ أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى : « اسْمُ اللهِ غَيْرُهُ ... وَاللهُ غَايَةٌ مِنْ غَايَاتِهِ » (٤). أي لفظ الله اسم من أسمائه ، والْغَايَةُ أي الاسم غير موصوفة ، أي يجوز تحديدها وتعريفها.
باب ما أوله الفاء
الفاء المفردة جاءت لمعان :
( عاطفة ) وتفيد أمورا ثلاثة :
« الترتيب » وهو نوعان : معنوي « كقام زيد فَعَمْرٌو » وذكري وهو عطف مفصل على مجمل نحو ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ ) [ ٢ / ٣٦ ].
و « التعقيب » وهو من كل شيء بحسبه نحو « تزوجت فَوَلَدَتْ ».
و « للسببية » نحو : ( فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ ) [ ٢٨ / ١٥ ].
و ( رابطة للجواب ) نحو ( إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [ ٥ / ١١٨ ].
و ( زايدة ) [ نحو « زيد فَلَا تضربه ].
وبمعنى ( ثم ) ومنه قوله تعالى : ( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ).
__________________
(١) هذه الجمل كلها من حديث في الكافي ١ / ٩٠.
(٢) هذه الجمل كلها من حديث في الكافي ١ / ٩٠.
(٣) هذه الجمل كلها من حديث في الكافي ١ / ٩٠.
(٤) الكافي ج ١ ص ١١٣.