بفتحتين كِلَاءً بالكسر والمد : حفظه ويجوز التخفيف فيقال : كليته أكلاه من باب تعب ، ومنه قَوْلُهُ : « اللهُمَّ اجْعَلْنِي فِي كَلَايَتِكَ ». أي في حفظك وحمايتك.
« كَلَّا » كلمة ردع وزجر ومعناها انته لا تفعل ، قال تعالى : ( أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا ) [ ٧٠ / ٣٨ ] أي لا يطمع في ذلك.
ويكون بمعنى حقا كقوله تعالى : ( كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ ) [ ٩٦ / ١٥ ].
قوله تعالى : ( كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ) [ ٨٩ / ٢١ ] أي لا ينبغي أن يكون الأمر هكذا ، وقيل : كَلَّا زجر تقديره لا تفعلوا هكذا ثم خوفهم فقال : ( إِذا ) إلخ. قال الشيخ أبو علي (ره) : وكَلَّا حرف وليس باسم وتضمنه معنى ارتدع لا يدل على أنه كصه بمعنى اسكت ومه بمعنى اكفف ، ألا ترى أن « أما » تتضمن معنى مهما يكن من شيء وهو حرف فكذا كَلَّا ينبغي أن يكون حرفا وقال في قوله تعالى : ( كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ ) [ ١٠٢ / ٥ ] جواب لو محذوف ، وفي ( كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ) [ ٨٣ / ٧ ] كَلَّا هو ردع وزجر ، أي ارتدعوا وانزجروا عن المعاصي ليس الأمر على ما أنتم عليه ... إلى أن قال : وعند أبي حاتم كَلَّا ابتداء كلام يتصل بما بعده ، على معنى حقا أن ( كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ) ، يعني كتابهم الذي تثبت أعمالهم فيه من الفجور والمعاصي ـ انتهى.
وقال ابن هشام : هي مركبة عند تغلب من كاف التشبيه ولا الناهية ، وإنما شددت لامها لتقوية المعنى ولدفع توهم بقاء معنى الكلمتين ، وعند غيره هي بسيطة ، وهي عند سيبويه والأكثر حرف معناه الردع والزجر لا معنى لها عندهم إلا ذلك ... حتى قال جماعة منهم : متى سمعت كَلَّا في سورة فاحكم أنها مكية ، لأن فيها معنى التهديد والوعيد وأكثر ما نزل ذلك بمكة ، لأن أكثر العتو كان