كَانْتَشَى وتَنَشَّى.
والْإِنْشَاءُ : أول السكر ومقدماته ، ومنه « رجل نَشْوَانُ » كسكران.
والنَّاشِئُ : الحدث الذي قد جاوز حد الصغر ، ومنه « خير نَاشِئٍ » يقال : نَشَأَ الصبي يَنْشَأُ فهو نَاشِئٌ : إذا كبر وشب ولم يتكامل.
وقوله : « نَشَأَ يتحدثون » يروى بفتح الشين كخادم وخدم ، يريد جماعة أحداثا.
و « النَّشَا » مقصور : ما يعمل من الحنطة ، فارسي معرب (١).
( نصا )
قوله تعالى : ( ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ) [ ١١ / ٥٦ ] أي هو مالك لها قادر عليها يصرفها على ما يريد بها ، والأخذ بالنواصي تمثيل.
قوله تعالى : ( فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ ) [ ٥٥ / ٤١ ] قِيلَ : يُجْمَعُ بَيْنَ نَاصِيَتِهِ وَقَدَمِهِ بِسِلْسِلَةٍ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ. وقِيلَ يُسْحَبُونَ تَارَةً بِأَخْذِ النَّوَاصِي وَتَارَةً بِالْأَقْدَامِ.
وَفِي الْحَدِيثِ : « يُؤْخَذُ الرَّجُلُ بِلِحْيَتِهِ وَالْمَرْأَةُ بِنَاصِيَتِهَا ». أي لنذلنه ونقيمه مقام الأذلة ، ففي الأخذ بِالنَّاصِيَةِ إهانة واستخفاف ، وقيل معناه لنغيرن وجهه.
وَفِي الدُّعَاءِ : « خُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِنَاصِيَتِي ». أي اصرف قلبي إلى عمل الخيرات ووجهني إلى القيام بوظائف الطاعات كالذي يجذب بشعر مقدم رأسه إلى العمل ، فالكلام استعارة.
والنَّاصِيَةُ : قصاص الشعر فوق الجبهة ، والجمع « النَّوَاصِي ».
وَفِي الدُّعَاءِ : « والنَّوَاصِي كُلُّهَا بِيَدِكَ ». أيضا من باب التمثيل ، أي كل شيء في قبضتك وملكك وتحت قدرتك وسلطانك.
وما روي من أنه (ع) مسح نَاصِيَتَهُ
__________________
(١) تعريب « نشاسته » وهو مادة لزجة مستخرجة من الحنطة ، ويقال له : « نشاستج » و « نشاء ».