بيد » (١).
وقال غيره : « ها » هنا صوت يصوت به فيفهم معنى خذ ، وكرر اللفظ اعتبارا بحال المتقابضين للجنسين ، وهو قوله : « يدا بيد ».
وفيه أربع لغات : هَا بالقصر ، وهَاءَ بفتح الهمزة ، وهَاءِ بكسرها ، وهَأْ بسكون الألف.
وَفِي الْحَدِيثِ : « هَأْهَأْ ». قيل : هو كناية عن التأوه.
وفيه : « يَنْتَحِبُ الشَّيْخُ بِنَشِيجٍ ». أي بصوت « هَا هَا هَا » (٢).
وَفِي حَدِيثِ تَعْدَادِ الْأَئِمَّةِ : « ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ثُمَ هَهْ ». قال رجل : سألت أهل العربية عن تفسير « هَهْ » فقال : هَهْ بلغه بني فلان أنا.
و « هَا » حرف تنبيه ، تقول : هَا أنتم هؤلاء ، تجمع بين التنبيهين للتوكيد ، وهو غير مفارق لأي ، تقول : يا أَيُّهَا الرجل. وقد يكون جوابا للنداء يمد ويقصر ، وقد يكون زجرا للإبل ، وهو مبني على الكسر إذا مددت ، وقد يقصر وقد ورد في الرواية كذلك. ويكون مقصورة للتقريب فتقول : « هَا أنا ذا ». وإن قيل لك : أين فلان؟ قلت إذا كان قريبا : هَا هو ذا ، وإن كان بعيدا : هَا هو ذاك.
وَفِي الدُّعَاءِ « هَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ ».
( هبا )
قوله تعالى : ( وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ) [ ٢٥ / ٢٣ ] قال الشيخ أبو علي : ليس هنا قدوم ولكن شبه حالهم وأعمالهم التي عملوها في كفرهم من صلة رحم وقرء ضيف وإغاثة ملهوف وغيرها من المكارم بحال قوم عصوا ملكهم فقدم إلى أشيائهم وأملاكهم فأبطلها ولم يترك لها أثر » والْهَبَاءُ : « ما يخرج من الكوة
__________________
(١) وردت هذه الجملة في حديث عن أمير المؤمنين (ع) ومذكورة في الإستبصار ج ٣ ص ٩٣.
(٢) الكافي ج ٨ ص ٧٧.