مع ضوء الشمس شبيه الغبار ، و ( مَنْثُوراً ) صفة للهباء. وفيما صح عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ : « يَبْعَثُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَوْماً بَيْنَ أَيْدِيهِمْ نُوراً كَالْقَبَاطِيِّ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : كُنْ ( هَباءً مَنْثُوراً ) » ثُمَّ قَالَ : « يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّهُمْ كَانُوا يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَلَكِنْ إِذَا عُرِضَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْحَرَامِ أَخَذُوهُ وَإِذَا ذُكِرَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنْ فَضْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْكَرُوهُ » (١).
( هجا )
الْهِجَاءُ : خلاف المدح.
وهَجَا القوم : ذكر معايبهم.
والمرأة تَهْجُو زوجها : أي تذم صحبته.
و « الْهِجَاءُ » ككساء : تقطيع اللفظ بحروفها (٢).
قال الشيخ أبو علي : جميع الحروف التي تُتَهَجَّى بها عند المحققين أسماء مسمياتها حروف الْهِجَاءِ التي يتركب منها الكلام ، وحكمها أن تكون موقوفة كأسماء الأعداد ، يقال : ألف لام ميم كما يقال : واحد اثنان ثلاثة ، وإذا وليتها العوامل عربت فتقول : هذا ألف وكتبت لاما ونظرت إلى ميم ـ انتهى.
وَفِي الْحَدِيثِ : « إِذَا أَفْنَى اللهُ الْأَشْيَاءَ أَفْنَى الصُّورَةَ وَالْهِجَاءَ وَالتَّقْطِيعَ ».
وفيه : جَاءَ يَهُودِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ (ص) [ وَعِنْدَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) ] فَقَالَ لَهُ : مَا الْفَائِدَةُ فِي حُرُوفِ الْهِجَاءِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (ص) لِعَلِيٍّ (ع) : أَجِبْهُ [ وَقَالَ : اللهُ وَفِّقْهُ وَسَدِّدْهُ ] ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (ع) : مَا مِنْ حَرْفٍ إِلَّا وَهُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا الْأَلْفُ فَاللهُ الَّذِي ( لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) ، وَأَمَّا الْبَاءُ فَبَاقٍ بَعْدَ فَنَاءِ خَلْقِهِ ، وَأَمَّا التَّاءُ فَالتَّوَّابُ يَقْبَلُ
__________________
(١) البرهان ج ٣ ص ١٥٨.
(٢) قال في الصّحاح ( هجا ) : وهجوت الحروف هجوا وهجاء ، وهجيتها تهجية ، وتهجيت كلّه بمعنى.