وعشرون ذراعا ».
( بذا )
فِي الْحَدِيثِ : « إِنَّ اللهَ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى كُلِّ فَحَّاشٍ بَذِيٍ » (١). الْبَذِيُ ـ على فعيل ـ : السفيه ، من قولهم : « بَذَا على القوم يَبْذُو بَذَاءً » بالفتح والمد : سفه عليهم وأفحش في منطقه ، وإن كان صادقا فيه ، ولعلهما في الحديث واحد مفسر بالآخر.
قيل : وربما كان التحريم زمانا طويلا لا تحريما مؤبدا ، والمراد بالجنة جنة خاصة معدة لغير الفحاش ، وإلا فظاهره مشكل وفِي الْخَبَرِ : « الْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ ». يعني الفحش من القول.
وقد جاء أَبْذَى يُبْذِي بالألف ، وبَذِيَ يَبْذُو من بابي تعب وقرب.
( برأ )
قوله تعالى : ( هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ ) قيل : الخَالِق المقدِّر لما يُوجِده ، والبَارِئُ : المميِّز بعضهم عن بعض بالأشكال المختلفة ، والمُصَوِّر : الممثّل. ويتم الكلام في خلق إن شاء الله تعالى.
والبَارِئُ (٢) : اسم من أسمائه تعالى ، وفسّر بالذي خلق الخلق من غير مثال. قيل : ولهذه اللفظة من الاختصاص بخلق الحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات ، وقلما تستعمل في غير الحيوان ، فيقال : « بَرَأَ الله النَّسَمَة وخلق السموات والأرض ».
قوله : ( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ) الضمير في نَبْرَأَها للنفس أو المصيبة ، والمراد بالمصيبة في الأرض مثل القحط ونقص الثمار ، وفي الأنفس مثل الأمراض والثَّكْل بالأولاد ، والمراد بالكتاب اللوح المحفوظ ثم بين تعالى وجه الحكم في ذلك بقوله : ( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) أي ( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ) من نعيم الدنيا ، ( وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) الله عزوجل ، يعني إذا علمتم أن كل شيء مقدر مكتوب قلّ حزنكم على الفائت
__________________
(١) تحف العقول ص ٤٤.
(٢) يذكر « الباري » في « خلق » أيضا ـ ز.