قائمة الکتاب
باب ما أوله الحاء
٩٤
إعدادات
مجمع البحرين [ ج ١ ]
مجمع البحرين [ ج ١ ]
تحمیل
باب ما أوله الحاء
( حبا )
فِي الْحَدِيثِ : « إِنَّ أَوَّلَ حِبَائِكَ الْجَنَّةُ ». أي عطاؤك ، يقال : « حَبَوْتُ الرجل حِبَاءً » بالكسر والمد : أعطيته الشيء بغير عوض ، والاسم منه الْحُبْوَةُ ـ بالضم (١).
ومنه « بيع الْمُحَابَاةِ » وهو أن يبيع شيئا بدون ثمن مثله ، فالزائد من قيمة المبيع عن الثمن عطية ، يقال : « حَابَيْتُهُ في البيع مُحَابَاةً ».
والْحِبَاءُ : القرب والارتفاع ، وعليه حمل قَوْلُهُ : « أَعْلَاهُمْ دَرَجَةً وَأَقْرَبُهُمْ حَبْوَةً زُوَّارُ وَلَدِي عَلِيٍّ (ع) ». أي أعلاهم وأرفعهم عند الله ـ كذا فسر في كنز اللغة.
وفِي الْحَدِيثِ : « الْعَقْلُ حِبَاءٌ مِنَ اللهِ وَالْأَدَبُ كُلْفَةٌ ». يريد أن العقل موهبيّ والأدب كسبيّ « فَمَنْ تَكَلَّفَ الْأَدَبَ قَدَرَ عَلَيْهِ ، وَمَنْ تَكَلَّفَ الْعَقْلَ لَمْ يَزْدَدْ بِذَلِكَ إِلَّا جَهْلاً » (٢). أي حمقا ، وفِيهِ « نَهْيٌ عَنِ الْحِبْوَةِ فِي الْمَسَاجِدِ ». هي بالكسر والضم : الاسم من الِاحْتِبَاءِ الذي هو ضم الساقين إلى البطن بالثوب أو اليدين ، ولعل العلة لكونها مجلبة للنوم ، فربما أفضت إلى نقض الطهارة ، أو لكونها جلسة تنافي تعظيم الله وتوقيره ، كيف لا وهو جالس بين يدي الله تعالى.
ومنه : « الِاحْتِبَاءُ حيطان العرب » وكان ذلك لأنه يقوم مقام الاستناد إلى الجدران.
وفِي الْخَبَرِ : « نُهِيَ عَنِ الِاحْتِبَاءِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ». وعلل بأنه ربما تحرك أو تحرك الثوب فتبدو عورته.
وحَبَا الصبي يَحْبُو حَبْواً ، وحَبَى يَحْبِي حَبْياً ـ من باب رمى لغة ـ : إذا مشى على أربع.
__________________
(١) وبالكسر أيضا والفتح فيه أفصح ـ كما في لسان العرب.
(٢) صححناه على الكافي كتاب العقل والجهل الحديث رقم ١٨ وكان فيه تقديم وتأخير.