ويؤكّد العلّامة الشيخ جعفر السبحاني أنّ بعض الأفكار التي أصبحت مجالاً للاختلاف العقيدي بني المسلمين هي من صنع وبثّ كعب الأحبار هذا ، فالمطالِع في مروياته يقف على أنّه يركّز على القول بأمرين : التجسيم والرؤية رؤية الله (١).
أما وهب بن منبه فقد ذكر المؤرّخون أنّه فارسي الأصل جاء جده إلى اليمن في جملة من بعثهم كسرى لنجدة اليمن على الحبشة وكان يهودياً بعد أن كان مجوسياً ولد سنة ٣٤ هـ وتوفّي بصنعاء سنة ١١٤ هـ ويظهر من تاريخ حياته ومروياته أنّه أحد المصادر لانتشار نظرية نفي الاختيار والمشيئة عن الإنسان (٢) ، هذه النظرية التي حدث حولها صراع عقيدي شديد بين المسلمين.
وإلى جانب العناصر اليهوديّة المندسّة كانت هناك عناصر مسيحية تظاهرت بالإسلام ولعبت دوراً فكريّاً في أوساط المسلمين ببثّ بعض المفاهيم واختلاق الأحاديث والروايات ، ومن أبرز تلك العناصر المشبوهة : تميم بن أوس الداري وهو من نصارى اليمن أسلم سنة ٩ هـ وسكن المدينة ، والتحق بمعاوية في الشّام بعد مقتل عثمان ومات سنة ٤٠ هـ وهو أوّل من استخدم أسلوب القصص بين المسلمين لعرض أخبار الأُمم السّالفة وروّج عبرها الأساطير والأفكار المسيحية.
ومنهم عبد الملك بن جريح الرومي وكان نصرانياً ولد سنة ٨٠ هـ وتوفّي سنة ١٥٠ هـ وعنه صدرت أحاديث كاذبة موضوعة كثيرة.
__________________
١ ـ بحوث في الملل والنحل ١ : ٨٣ ـ ٨٤.
٢ ـ المصدر السابق ١ : ٩٠ ـ ٩١ ، ولاحظ ترجمته في المصادر التالية :
الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ : ٥٤٣ ، العلل لابن حنبل ٢ : ٥٢٢ ، التاريخ الصغير للبخاري ١ : ٣٠٩.