بيد أنّ من الملاحظ حصول تلك الأوضاع الشّاذة في فترات التخلّف وانحطاط الوعي وسيطرة الجهل وتغلّب القوى الانتهازية والفاسدة على مقدّرات الأُمّة ، وأمّا في أوساط الواعين المخلصين وعندما كانت أمّتنا الإسلامية في أوج عزّتها وتقدّمها الحضاري فقد كانت روح التسامح وحرّيّة الفكر ومنطق الحوار والتعامل الإيجابي هي اللغة السّائدة بين المذاهب والتيّارات المختلفة في الأُمّة.
وسنحاول فيما يلي من البحوث تسليط الأضواء ورصد مسيرة هذه الخطّين المتقابلين في الأُمّة : خطّ التسامح وحرّيّة الرّأي والفكر بين المذاهب والفِرَق والاتّجاهات ، وخطّ العصبيّة الطّائفية والتّصادم والإرهاب الفكري.