وموارد الافتراق.
لكن ذلك مشروط بتوجه الأُمّة وتركيزها على هذا الاتفاق والاشتراك في الأصول والأُسس ، والانطلاق منه للتعامل مع مسائل الاختلاف بروح وحدوية إيجابية ، أمّا حين تتغافل الأُمّة وتتناسى موضوع الاتفاق الأهم في الأصول ، وتتوجّه لتضخيم قضايا الاختلاف على الفروع والجزئيات فإنّ ذلك يهدّد وحدة الأُمّة بالتزلزل والاهتزاز.
ونستعرض هنا أهم الأُسس والأصول التي تجمع الأُمّة وتتفق عليها بشكل إجمالي مع وجود اختلاف بين المذاهب في جزئيات وتفاصيل تلك الأُسس.
أولاً : أصول العقيدة :
حيث يتفق المسلمون على أنّها ثلاثة لا يتحقّق الإسلام بدونها ولا يضرّ الاختلاف فيما عداها ، وهي الإيمان بالله وبالنبوّة وبالمعاد يوم القيامة ، فليس مسلماً من أنكر وجود الله ووحدانيته ، ولا من جهل نبوّة النبي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا من شكّك في البعث والمعاد بعد الموت في القيامة ، أمّا تفاصيل كلّ أصل من هذه الأُصول الثلاثة ، كصفات الله الثبوتية والسلبية ، وخصائص الرسول وجوانب حياته ، وجزئيّات قضايا الآخرة والمعاد ، فهي ساحة واسعة للبحث والنقاش واختلاف الرأي بين المذاهب بل بين اتباع المذهب الواحد في كثير من الأحيان.
ذلك أنّ القضايا العقيدية في الأصول تعتمد على عقل الإنسان وإدراكه ولا مجال فيها للاتباع والتقليد دون برهان ودليل.
ثانياً : القرآن الكريم :