فهو الكتاب الإلهي الوحيد الذي بقي مصاناً محفوظاً من أن تمسه يد التحريف والتغيير ، كما حدث للكتب السماوية السابقة ـ التوراة والإنجيل وغيرهم ـ وإذا كان اليهود يختلفون فيما بينهم على أسفار كتابهم المقدّس المعروف بالعهد القديم ، فبعض أحبار اليهود يضيفون أسفاراً لا يقبلها أحبار آخرون ... وإذا كان النصارى يختلفون في أسفار إنجيلهم المعروف بالعهد الجديد ويلغون بعضها حسب قرارات مجمع نيقية سنة ٣٢٥ م ثمّ يتفقون على أربعة أناجيل ( إنجيل متى ـ إنجيل مرقس ـ إنجيل لوقا ـ إنجيل يوحنا ) بالإضافة إلى مجموعة رسائل ، ولا تتّحد هذه الأناجيل نصّاً ومضموناً. إذا كان هذا حال اليهود والنصارى مع كتبهم المقدّسة ، فليس الأمر كذلك عند المسلمين والحمد لله ، فهم يؤمنون جميعاً بالقرآن الكريم ، على اختلاف مذاهبهم وفرقهم ، وهو هذا القرآن المتداول عندهم دون تشكيك في أيّ سورة أو آية أو حرف منه زائداً أو ناقصاً لأنّ الله تعالى يقول : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (١).
أمّا بعض الروايات الواردة في كتب الأحاديث كصحيح البخاري والكافي وغيرهما (٢) ، والتي تشير إلى حدوث تحريف وتغيير في القرآن
__________________
١ ـ الحجر (٥) : ٩.
٢ ـ ( آية الرجم عن عمر ) : صحيح البخاري ٨ : ٢٦ ، صحيح مسلم ٥ : ١١٦.
( رضاع الكبير عشراً عن عائشة ) : سنن ابن ماجة ١ : ٦٢٥ ، ح١٩٤٤.
( سقوط آيتين من المصحف ) : الإتقان في علوم القرآن ٢ : ٦٨ ، ح٤١٢٨.
( روايات التحريف عن طرق الشيعة ) :
( ... ائتمنوا على كتاب الله فحرّفوه وبدّلوه ) : الكافي ٨ : ١٢٥ ، ح٩٥.
( وان كنتم في ريب مما نزّلنا على عبدنا «في علي» فأتوا بسورة من مثله ) الكافي ١ : ٤١٧ ، ح٢٦.