من الضروري أن نعرف أنّه هل الوفاقيات هي العمدة في الأهمّيّة والقيمة أم الخلافات بعد تسليط الضوء على المسائل الفقهية نرى وفاق جميع فقهاء السنّة والشيعة في الصلوات الواجبة وعددها ، وأصول أوقاتها ، وأركانها ، وأجزائها الرئيسية ، وعمدة الشرائط المعتبرة فيها ، وأمّا الخلاف فقد وقع في مثل التكتّف هل هو راجح أو جائز أم لا؟
وأنّ المأكول والملبوس هل يجوز السجود عليهما أم لا؟
ونرى في صيام شهر رمضان كذلك أنّ وجوبه والمحرّمات الرئيسية والمبطلات الأصلية مشتركة بين الفقهاء ، وموقع الخلاف في فروع : مثل بقايا الغذاء المتخلّفة بين الأسنان إن ابتلعها عامداً نهاراً.
ومن العبادات الهامة الحجّ فأعمال العمرة من الإحرام والطواف وصلاة الطواف والسعي والتقصير وكذا أعمال الحجّ من الإحرام والوقوف بعرفة والمزدلفة وأعمال منى وغيرها ممّا اتّفق الكلّ عليه وكذا كثير من محرّمات الإحرام وإن اختلفوا في أنّ المحرم هل يجوز له خطبة النساء في حال الإحرام أم لا؟
كما أنّ الأقوال الفقهية المتفق عليها بين جميع المذاهب الفقهية من مذاهب السنّة والشيعة تبلغ حدّاً موفوراً بحمد الله ، كذلك حين نقارن فتاوى الشيعة من مذاهب السنّة نجد أكثرها موافقة لأحد الأقوال من فقهاء أحد المذاهب الأربعة. وقد نرى من تلك الوفاقيات حتّى في أصول الأدلّة الفقهية ، مثلاً الشيعة لا تستند على القياس عند اليأس من العثور على النصّ في الكتاب والسنّة ، بل تنتقل رأساً إلى الإباحة في الشبهات البدوية وإلى الاحتياط في الشبهات المقرونة بالعلم الإجمالي ونرى ابن حزم يوافق الشيعة وصنف كتاباً