المصلحية فقد حارب الإسلام ورفض أيّ دور بوليسي على بوّابة الإسلام ، بأن ينصب أحد من نفسه شرطياً يطرد الراغبين في الدخول إلى رحاب المجتمع الإسلامي ، أو يحكم بإخراج أحد ممن يعيش في ظلال الإسلام.
فبنصّ قاطعٍ صريح ينهى الله سبحانه وتعالى عن رفض من يتظاهر بقبول الإسلام وإن كان ذلك المتظاهر قد خاض لتوّه معركة ضدّ الإسلام وقاتل المسلمين ، يقول تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (١).
ففي الحرب إذا وجّه أحد المحاربين الكافرين تحيّة الإسلام ( السلام عليكم ) لأحد من المسلمين كإعلان منه بالانتماء للإسلام وجب على المسلمين قبوله واعتباره فرداً منهم مهما كانت دوافعه وخلفيّاته وسوابقه.
ونستعرض فيما يلي بعض الأحاديث والنصوص وآراء العلماء التي تؤكّد تسامح الإسلام وسعة رحاب كيانه الاجتماعي :
يقول الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق أحد أعلام السلفيين المعاصرين :
إنّنا نحكم لشخص ما أو لقوم ما بالإسلام إذا ظهر لنا من أحوالهم أو في إشارة ترشد إلى ذلك كأن نجدهم يصلّون أو يسيرون في طرقات المسلمين ، أو يلبسون ملابسهم ، أو يسمّون على طعامهم كالمسلمين ، أو يشهدون أمامنا أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله.
والدليل على ذلك أنّ الله تعالى يقول : (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ
__________________
١ ـ النساء (٤) : ٩٤.