تكون فيه إلى الوحدة والتماسك لتدافع عن مقدّساتها المغتصبة وثرواتها المنهوبة ، وعاد سلاح التكفير من جديد تشهرّه هذه الفئات في وجه من يخالفها المعتقد أو الرأي من المذاهب الإسلامية.
ويستنتج الشيخ محمّد جواد مغنية بعد مطالعته لأهم كتب المتعصّبين ما يلي :
وأهم ما يلفت النظر في هذه الكتب هو الحرص الشديد على تكفير أُمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ـ غيرهم ـ حرصاً بلغ حدّ الشهوة أو الانتقام ، فمبدأهم الديني والاجتماعي والسياسي هو : أمّا أن تكون وهابياً وأمّا القتل لك ، والنهب لأموالك والسبي لذراريك (١).
كما يشير إلى ذلك الدكتور محمّد البهي عند دراسته لهؤلاء بقوله :
وهنا في هذه المبالغة يكمن عامل الفرقة بينهم [ المتعصّبين ] وبين بقيّة المسلمين ، فبينما هم يرون أنفسهم موحّدين أو أهل توحيد ، ويرون غيرهم ـ ممن لا يسلك سبيلهم في المبالغة ـ مشركين ، إذا بغيرهم ينظرون إليهم على أنّهم أهل تشدّد وتزمّت ، وأصحاب ضيق في الأفق والفهم لهذا الأصل الإسلامي وهو أصل التوحيد ، لأنّ زيارة القبور ، أو إقامتها على وجه الأرض سوف لا يعيد الآن بحالٍ وضع الوثنية العربية الأولى على عهد الدّعوة الإسلامية ومن ثمّ لا وجه لخشية الشرك ، فضلاً عن وقوعه ممن يقيم القبر أو يزوره.
والوثنية التي يمكن أن توجد في القرن العشرين ليست وثنية الأحجار أو
__________________
١ ـ هذه هي الوهابية : ٧.