القوم بأبصارهم فقال عليه السلام : إنّ أبصار هذه الفحول طوامح ، وإنّ ذلك سبب هبابها فإذا نظر أحدكم إلى إمرأة تعجبه فليلامس أهله ، فإنّما هي امرأة كامرأةٍ. فقال رجل من الخوارج : قاتله الله كافراً ما أفقهه؟ فوثب القوم ليقتلوه لسبّه الإمام وتكفيره له. فمنعهم الإمام علي قائلاً : رويداً إنّما هو سبّ بسبّ أو عفو عن ذنب (١).
ونقل الغزالي في المستصفى أنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه استشارهُ قضاته في البصرة في القضاء بشهادة أهل البصرة من الخوارج أو عدم قبول شهادتهم؟ فأمرهم بقبولها (٢).
وموقف الإمام علي هذا إنّما هو انعكاس وتجسيد لأخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولتوجيهاته حيث كان يربّي أصحابه واتباعه على احترام حقوق الإنسان بشكل عام ورعاية حرمة الفرد المسلم بشكل خاص ، وعدم التسرّع في اتهامه في دينه.
ففي الصحيح بالإسناد إلى ابن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتدرون أيّ يوم هذا؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : فإنّ هذا يوم حرامٌ.
أتدرون أيّ بلدٍ هذا؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : بلدٌ حرامٌ.
أتدرون أيّ شهر هذا؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال شهر حرام. قال : فإنّ الله حرّم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا (٣).
__________________
١ ـ نهج البلاغة ٤ : ٩٩ قصار الحكم : ٤٢٠.
٢ ـ المستصفى : ٢٩٧.
٣ ـ صحيح البخاري ٧ : ٨٣.