وأخرج البخاري في باب بعث علي وخالد إلى اليمن : إنّ رجلاً قام فقال : يا رسول الله ، اتقِ الله قال صلى الله عليه وآله وسلم ويلك أولستُ أحقُ أهل الأرض أن يتقي الله؟ فقال خالد : يا رسول الله ، ألا أضرب عنقه؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم لا ، لعلّه أن يكون يصلي (١)!
ومثله ما نقله العسقلاني في الإصابة في ترجمة سرقوحة المنافق من أنّه لما أتي به ليقتل قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هل يُصَلّي؟ قالوا : إذا رآه الناس. قال : إنّي نُهيتُ أن أَقْتْلَ المُصَلّينَ (٢)!
وفي صحيح البخاري أيضاً عن عتبان بن ملك الأنصاري أنّه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسأله ان يأتي بيته فيصلي فيه ليتخذه مصلّى. قال عتبان : فغدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلّى بنا ركعتين وحبسناه على خزيرٍ صنعناه فثاب في البيت رجال ذوو عدد فقال قائل منهم : أين مالك بن الدّخْشُن؟ فقال بعضهم : ذلك منافق لا يحبّ الله ورسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تقل ذلك ألا تراه قد قال لا إله إلّا الله يريد بذلك وجه الله. قال : فإنّا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين. قال رسول الله : فإنّ الله قد حرّم على النّار من قال لا إله إلّا الله يبتغي بذلك وجه الله (٣).
وكان أبو حامد الغزالي من كبار علماء القرن الخامس الهجري قد عدل عن مذهب الأشاعرة فقامت قيامتهم ضده حتّى اتّهموه في دينه وحكم بعضهم بكفره ، ممّا دفعه إلى تأليف كتاب ضد منحى التكفير والإرهاب الفكري سمّاه
__________________
١ ـ المصدر السابق ٥ : ١١٠.
٢ ـ الإصابة في تمييز الصحابة ٣ : ٣٧ ، ( ٣١٢٨ ).
٣ ـ صحيح البخاري ٦ : ٢٠٢ (بتصرف وتلخيص).